أخبار الآن | واشنطن – الولايات المتحدة – (واشنطن بوست)
قالت صحيفة الواشنطن بوست، نقلاً عن خبراء، إن الغارات الأخيرة التي شنها التحالف الدولي على مواقع إنتاج النفط في المناطق الخاضعة لسيطرة داعش وخسارة هذا التنظيم مواقع أخرى، أسهم في مشاكل مالية بدأ داعش يعاني منها، الأمر الذي انعكس على فاعليته القتالية.
وتنقل الصحيفة عن محللين قولهم إن الأراضي التي فقدها داعش خلال الفترة الماضية بفعل الغارات التي شنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، تسببت بتراجع إيرادات داعش من النفط المهرب.
ويقول كوين مايشام، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بريغهام يونغ، إن من أبرز مصادر تمويل التنظيم خلال العامين الماضيين هي عمليات الغزو ومصادرة الأملاك وأيضاً الابتزاز والتهريب، والآن عندما بدأ التنظيم يخسر الأراضي فإن مثل هذه المصادر التي كان التنظيم يعتمد عليها بدأت تقل وبات يعاني من صعوبة في إيجاد الإيرادات.
ويعد تنظيم داعش أغنى تنظيم "إرهابي مسلح"، وفقاً لمحللين وخبراء، حيث قدرت الخارجية الأمريكية حجم الأموال التي يحصل عليها التنظيم يومياً من جراء عمليات تهريب النفط بأكثر من مليون أو مليون ونصف مليون دولار أمريكي، إلا أن قيام التحالف الدولي باستهداف شاحنات نقل النفط التابعة للتنظيم أدى إلى تدهور إيراداته.
بالإضافة إلى النفط المهرب فإن التنظيم يعتمد في تمويل نفسه على جني الضرائب من الناس الذين يعيشون في المدن التي يسيطر عليها، حيث تقدر بعض الإحصائيات عدد سكان دولة الخلافة (المزعومة) بنحو 9 ملايين نسمة كحد أعلى.
وسبق أن قدرت منظمات دولية ووسائل إعلام عربية ميزانية تنظيم داعش السنوية بنحو ملياري دولار، وهو رقم يشكك فيه بنيامين باهني محلل الإرهاب في مؤسسة راند للأبحاث، رغم تأكيده أن التنظيم راكم الأموال في فترة من فترات حكمه.
إلا أن تنظيم داعش فقد نحو ثلث الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، بما في ذلك مدينة تكريت ومصفاة بيجي، بعد أن نجحت قوات عراقية ومليشيات شيعية بدعم وإسناد الطيران الأمريكي من استعادة تلك المناطق.
كما ساهم الدعم الجوي الأمريكي بمساعدة قوات كردية وعربية في سوريا لاستعادة مناطق بالقرب من مدينة الرقة التي تعتبر عاصمة التنظيم.
بالإضافة إلى فقدان التنظيم العديد من المناطق التي كان يسيطر عليها بفعل الضربات الجوية، فإن التنظيم، وبسبب الحرب التي يخوضها على أكثر من جبهة، وانخفاض إيرادات الضرائب بات يعاني من مشاكل مالية كبيرة.
ويعتبر خبراء أن لجوء التنظيم إلى شن عمليات خارج حدوده يمثل جانباً آخر من جوانب المعاناة التي بات يعيشها، فالانتكاسات التي بات يعاني منها، وقلة الموارد المالية، دفعته إلى توسيع نطاق عملياته، حيث شن هجمات في باريس أسفرت عن مقتل 130 شخصاً.
ويعتقد خبراء أن التنظيم قد يلجأ إلى توفير ملاذ آمن لعناصره في حال بدأ يفقد المزيد من الأراضي، وهنا يمكن أن تكون ليبيا الملاذ الجديد لعناصره.