سيف محمد
أخبار الآن | اسطنبول – تركيا (إيهاب بريمو)
بلغت نسبة العائلات السورية التي أصبحت دون معيل حسب آخر تقرير للأمم المتحدة ما يقارب 120 ألف عائلة، فمعظمها فقدت معيلها بين شهيد ومعتقل ومفقود، مما يدفع المرأة السورية للسعي من أجل بناء أسرتها، وبالتالي تطوير قدراتها وهو ما يوجب وجود مؤسسات مختلفة تستهدف تنمية مهاراتها الحياتية في الظروف التي تواجهها هذه المرحلة.
إشراقات .. منظمة المرأة السورية
"إشراقات" هي إحدى مؤسسات المجتمع المدني في تركيا والداخل السوري هدفها خدمة المرأة السورية في الداخل وتركيا وتمكينها من ذاتها وقدراتها لتسهم بفعالية وبكامل طاقاتها بدورها في المجتمع، والرسالة التي تقدمها المؤسسة هي بناء امرأة ذات رؤية واضحة تساهم في بناء المجتمع.
وعن النشاطات والفعاليات التي تقدمها مؤسسة إشراقات، والتي تعتبر منتدى المرأة السورية، قالت السيدة "ميساء سعيد" مديرة المؤسسة: "نخن منظمة مسجّلة في تركيا كمنظمة للمرأة السورية، ونعمل كمظلة لها في تركيا والداخل. مركزنا الرئيسي مدينة اسطنبول ويوجد لدينا فرع في مدينة غازي عنتاب وفي المخيمات ونقوم بعدة مشاريع في الداخل السوري. عمل المؤسسة يقسم على ثلاثة أقسام وهي النادي الاجتماعي والدعم النفسي وقسم المشاريع".
تقوم المؤسسة بدورات وورش عمل متعددة مثل دورات الدعم النفسي "تشكيل أول فريق دعم نفسي للسيدات" ودورات الخياطة في المخيمات ثم إطلاق النساء لمشروعهن الخاص في تلك المخيمات.
"نسعى إلى زيادة وعي المرأة وكفاءتها لمواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها، والارتقاء بالمرأة السورية وأن يكون لها دور فعال وقيادي في المجتمع" تختم السيدة ميساء كلامها وتوجه الشكر لأخبار الآن على الاهتمام وتسليط الضوء.
السيدة "فاطمة خالد" من مرتادات المنتدى، تقول: "الحقيقة أنا سعيدة جدا بوجودي في المنتدى. في البداية خضعت لمعالجه نفسية إثر صدمة أصابتني عند فقداني ولدي في القصف في مدينة حلب، وغير ذالك أنا وحيدة هنا في اسطنبول وعن طريق المؤسسة تعرفت على الكثير من الصديقات والآن أصبحنا شقيقات.
"يارا اليوسف" إحدى الشابات من مدينة حمص، وصلت إلى اسطنبول منذ سنة أشهر، تقول: "في المؤسسة أتلقى الدعم اللازم النفسي والتعليمي، خضعت لدورات في اللغة التركية وساعدتني كثيراً، وغير ذالك حصلت على عمل في أحد المكاتب السياحية عن طريق المؤسسة وأنا ممتنة كثيرا وشاكرة لجهودهم" .
أما الشابة "سمر" من مدينة دمشق، فحدثتنا عن دوامها في مراكز المؤسسة: "إشراقات بمثابة الأم الحنون التي تهتم بالنساء السوريات في اسطنبول وذلك عن طريق الملتقيات وتأمين كل شيء يساعد المرأة السورية".
الندوات والتنسيق مع المؤسسات التركية
تقوم المؤسسة بعقد ندوات وملتقيات متعددة وتنسق مع المؤسسات التركية المختلفة ومع شخصيات مهتمة بالشأن السوري.
قدمت المؤسسة منذ يومين محاضرة بعنوان "الحقوق القانونية للاجئين السوريين في تركيا" للمحامي التركي "ابراهيم أرغين"Ibrahim Ergin، وذلك بالتعاون مع الجمعية الدولية لحقوق اللاجئين بحضور أكثر من 55 امرأة سورية وبعض السيدات من جنسيات عربية مختلفة.
تضمنت المحاضرة التعريف بحقوق اللاجئين السوريين كلاجئين في تركيا من ناحية الصحة والتعليم والعمل وميزات الإقامة وكيفية العيش في تركيا عن طريق الإقامة العادية التي تؤخذ عن طريق الهجرة كالإقامة السياحية وإقامة الطالب، وعن طريق الإقامة يحق للسورين تقديم طلب لإقامة عمل والرعاية الصحية , إما الإقامة المؤقتة المخصصة للسوريين فقط وتحصل على الحماية الدولية وهي الكيملك , وكيف يتوجب علينا نأخذها
وشرح المحامي "ابراهيم أرغين"Ibrahim Ergin مدير منظمة "حقوق اللاجئين" في اسطنبول، في حديثه لمراسل أخبار الآن عن الخدمات والمساعدات التي تقدمها الحكومة التركية لـ"الأخوة السوريين" في تركيا: "بسبب زيادة عدد اللاجئين في تركيا صدر قانون في عام 2014 برقم 85-64 "قانون الأجانب والحماية الدولية" يتضمن أنواع الإقامة، وهي حسب القانون خمس أنواع، هي: الإقامة السياحية والإقامة العائلية، إقامة خاصة بأصحاب العقارات، الإقامة الإنسانية وهي استثنائية وتعطى بحالات خاصة جداً، إقامة طويلة المدة وتعطى بعد ثماني سنوات من الإقامة العادية وهي إقامة دائمة".
أما عن موضوع الإقامة المخصصة للسوريين "الكيملك" فيقول: الهدف من الكيملك هو الحماية الدولية في حالة الحرب، ويمكن للاجئين السوريين الحصول على الكيملك بالذهاب إلى المخفر المخصص لهم "الأمنيات"، وتحتاج لهوية شخصية أو جواز السفر وعقد إيجار مصدق، بهذه الإقامة يحصل السوريون على الرعاية الصحية وحق التعليم. وبعد أربع سنوات يمكن لحامل بطاقة الكيملك التقديم على الإقامة الدائمة.
تقول "فاطمة" إحدى الحاضرات: "من محاضرة اليوم أصبح لدي معلومات كثيرة كنت أجهلها عن القوانين التركية الصادرة بحق السوريين".
أما "يارا" فتخبرنا: "كنت متحمسة اليوم للقدوم وذلك لأنني سأتزوج قريبا هنا وكان لدي بعض الاستفسارات وتمت الإجابة عليها".
كل الفعاليات والنشاطات والورش التي تقوم بها مؤسسة "إشراقات" للمرأة السورية هي بالمجان، وذلك بسبب وضع النساء السوريات الاقتصادي المتردي نسبياً. وتتميز المؤسسة بأنها مكوّنة من مجموعة من السيدات السوريات اللواتي يسعين لنهضة سوريا المستقبلية.
