أخبار الآن | درعا- سوريا (عبد الحي الأحمد)

في مشهد أصبح مألوفا في الجنوب السوري تعود ظاهرة الاغتيالات من جديد لتتصدر حديث الناس في درعا بعد إقدام مجهولين مساء اليوم الثلاثاء على اغتيال القاضي الشرعي "أسامة اليتيم" رئيس محكمة دار العدل في حوران إضافة لعدد من مرافقيه وإخوانه على الطريق الحربي بالقرب من الحدود السورية الأردنية.

عملية الاغتيال جاءت إثر إستهداف السيارة التي كان يستقلها "اليتيم" لإطلاق نار كثيف أودى بحياة كل من فيها على الفور.

محاولات اغتيال سابقة

تأتي عملية اغتيال "اليتيم" بعد عدة محاولات سابقة لاستهدافه، كان آخرها في الثلاثين من شهر تموز/ يوليو الماضي، حين أطلق مسلحون النار باتجاه سيارة "اليتيم" ما أدى إلى مقتل سائق السيارة وإصابة "اليتيم" بجروح طفيفة. ثم تعرض "اليتيم" مجددا لمحاولتي اغتيال فاشلتين عبر زرع عبوات ناسفة؛ واحدة منها زُرعت في سيارته قبل عدة أشهر وأخرى تم وضعها داخل منبر المسجد الكبير في بلدة "جاسم" حيث  يؤدي "اليتيم" صلاة الجمعة هناك.

محاولات وأد دار العدل

لم تكن حادثة اغتيال رئيس محكمة دار العدل هي أولى عمليات الإغتيال التي تستهدف المؤسسة القضائية في مناطق الجنوب المحررة، إذ طالت حمّى الاغتيالات نائب رئيس المحكمة "بشار الكامل" في الثاني من شهر أيلول/ سبتمبر الماضي والذي قتل على الفور بعد إطلاق مجهولون النار على سيارته بالقرب من بلدة "غصم" بريف درعا الشرقي.

الناشط الإعلامي "عمار الزايد" عضو الهيئة السورية للإعلام أكد لمراسل أخبار الآن أن: "هذا العمل يصب في صالح النظام والمستفيدين على حد سواء من حالة عدم الاستقرار التي تشهدها المحافظة، ويتوجب على الجميع التكاتف يدا بيد للحد من عمليات الاغتيال بدءا من فصائل الثوار وصولا لدار العدل التي فقدت اليوم أحد أهم مؤسسيها".

وأضاف "الزايد" أن حوران صعقت اليوم بخبر اغتيال القاضي أسامة اليتيم، فدار العدل تعتبر صمام الأمان في الجنوب السوري وهي تغتال وتُستهدف دوما والهدف من ذلك هو إفشال عملها وإنهاء تواجدها، لذلك يجب على جميع الفصائل تقديم الدعم العسكري لضمان استمرارها".

من هو أسامة اليتيم

يعتبر الشيخ "أسامة اليتيم" أحد أهم مؤسسي محكمة دار العدل في حوران وهو من مواليد مدينة جاسم، تخرج من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وقد حصل على درجة الماجستير في العلوم الشرعية وعمل باحثا شرعيا مع الشيخ محمد صالح المنجد سابقا. ومع انطلاق الثورة السورية عمل في صفوف رابطة أهل حوران لعدة سنوات.

يشار إلى أن دار العدل هي محكمة تشكلت مطلع نوفمبر/ تشرين الأول من العام 2014، وجاء تشكيلها إثر توحد ثلاث محاكم سابقة هي "الكوبرا وغرز والمثنى". وتعتبر دار العدل هي الجهة القضائية المعتمدة في محافظتي درعا والقنيطرة حيث نجحت منذ الإعلان عنها في وضع حد للكثير من الخلافات بين الفصائل وحل آلاف القضايا بين المدنيين.