أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا – (جواد العربيني)
خبر المجازر في الغوطة الشرقية لم يعد مجرد خبر عابر فقط في نشرات الأخبار، بل تحوّل أيضا إلى خبر عادي في الغوطة الشرقية نفسها، فلم يعد يمر يوم يسلم فيه الأهالي المحاصرين من مجزرة جديدة. وكما هي العادة يبقى سؤالهم المتداول عقب كل مجزرة: ما سبب مجزرة اليوم؟.
أسباب مجازر الأسد!
بعد قرابة الخمس سنوات من عمر الثورة، يعرف السوريون جيدا أن نظام الأسد ليس بحاجة لحجج وأسباب لارتكاب المجازر، فدماء السوريين أصبحت كالجرعات في جسد النظام يستمد من خلالها بقائه واستمراره لأطول فترة ممكنة. غير أن النظام كان بحاجة لدعاية ترويجية أمام المجتمع الدولي تبرر له جرائمه وكان حجته قصف "المسلحين" للعاصمة واختباء المتشددين بين المدنيين وقصف مقرات داعش التي تم القضاء عليها من قبل الثوار منذ سنتين، وبذلك تمت المساواة بين الضحية والجلاد وتحول الجلاد لاحقا الى ضحية .
دماء المدنيين والحل العسكري للنظام
دماء المدنيين أصبحت وسيلة النظام للضغط على الثوار، وأدرجت ضمن خططه العسكرية في هجماته. فخلال معارك الثوار لم تسلم الأسواق الشعبية والتجمعات السكنية من المجازر، ومادامت معركة الثوار مفتوحة فهذا يعني أن المجازر مستمرة، وبذلك تعرضت عدة معارك فتحها الثوار للتوقف لحقن دماء المدنيين، ومثال ذلك "معركة الجبال" المحاذية للغوطة حيث تعرضت دوما لأبشع المجازر خلال أيام المعركة حتى أجبر أخيرا جيش الإسلام على الانسحاب من المواقع التي سيطر عليها.
أما عن إدراج سلاح المجازر ضمن معارك النظام فالإجابة تأتي من "أبو علي" قائد عمليات "جيش الإسلام" في منطقة "المرج" حيث يقول لأخبار الآن: "غلب على طابع المعارك التي يقوم بها النظام سياسة المجازر، ففي آخر معاركه على جبهة مطار مرج السلطان الاحتياطي سُلّطت الراجمات والمدفعيات والطائرات على مناطق بعيدة عن مواقع الاشتباك حيث دمرت بلدتي "النشابية" و"حرستا القنطرة" ووقعت أربع مجازر وتم تهجير سكان البلدتين وبذلك تمكن النظام من تشتيت ذهن الثوار على خطوط المواجهة حيث أصبح تفكيرهم منصب على ماذا جرى بأهلهم وهل استشهدوا أو الى أين نزحوا".
والحل السياسي أيضا
المدنيون المحاصرون في الغوطة تحولوا إلى سجناء بحكم الإعدام يضحي النظام بقسم منهم على أبواب كل مؤتمر عالمي أو عربي أو حتى داخلي، فلا يكاد يعقد مؤتمرا أو جلسة أو أي تطور سياسي مهما صغر شأنه دون استباق ذلك بمجزرة واحدة على الأقل في المناطق المحاصرة.
وعن استفادة النظام من المجازر في الحل السياسي الذي يحاول النظام فرضه قال "نزار صمادي" وهو ناشط سياسي لأخبار الآن: "أولا العصابة الأسدية غير مؤمنة بالحل السياسي ولا تريد أي حل سياسي لأنها على قناعة بأن الزمن سيغير مواقف الدول وترضى ببشار وتعتبره المخلّص الوحيد وأفضل الموجود لتحقيق مصالح تلك الدول، وثانيا فبارتكابه هذه المجازر يعاقب الحاضنة الشعبية للثورة لوقوفها مع الثوار ويحاول الضغط على الفصائل لإجبارهم على القبول بالمفاوضات والمصالحات معه، فالحل السياسي عنده هو قبول الغوطة بالهدنة أولا ثم العودة لحضن الوطن ثانيا ومن يرفض فسيكون بخيار الركوب في الباصات الخضراء على غرار هدنة "الوعر" و"قدسيا" إلى مناطق يحددها النظام. وقد استفاد النظام كثيرا بقصف الأسواق الشعبية فأغلب الناس أصبحت ترضى بوقف إطلاق النار" .
يذكر أن مجازر الغوطة الشرقية أصبحت لا تعد ولا تحصى وأصبح الناس يختارون أسماء تلك المجازر للتعرف إلى الأماكن والشوارع في المنطقة.