أخبار الآن | زاخو – إقليم كردستان – العراق – (نهاد الجريري)
من النساء التي تمكن أبو زيدان من تحريرهن من قبضة داعش، ونسة ومهدية.. كانتا من أوائل الفتيات الإيزيديات اللواتي تم تحريرهن من قبضة التنظيم في الموصل. عملية التحرير تمت في أقل من أربع وعشرين ساعة في شهر أكتوبر سنة ٢٠١٤.
منذ مطلع العام، نشطت شبكات لتحرير الإيزيدات اللواتي سباهن داعش في اجتياح العراق في أغسطس ٢٠١٤. لكن قليلاً ما يتم التطرق إلى دور العرب السنة في عمليات التحرير. وهذا على جانب كبير من الأهمية. فداعش لا تمثل المسلمين. ونسة ومهدية شقيقتان كانتا من أوائل الفتيات اللواتي تم تحريرهن. وربما كانتا أول فتاتين تتحرران فلم يكن قد مضى على اختطافهما شهران. الذي نفذ عملية التحرير هو أبو زيدان من عرب سنجار. رافقته في زيارة إلى عائلة الفتاتين بمخيم قاضية في زاخو شمال غرب إقليم كردستان. تهافتت عليه الفتيات بتقبيل يديه كما نقبل يد أب أو كبير عزيز. تناديانه ب "عمو". سألت ونسة: "من عمو؟" قالت: "هو عمي وأبي وأخي وكل شيء. هو أنقذني من الموت." في النصف الأول من شهر أكتوبر ٢٠١٤، تلقى أبو زيدان هاتفاً من ابن عم الفتاتين. أبو زيدان عاش مع الإيزيديين طوال حياته فهو ابن سنجار. كان وقتئذ في الموصل. تعرف على عنوان إقامة الفتاتين وتواصل معهما ورتب لتنفيذ ساعة الصفر. لم تكن الفتاتان تحتاجان لأكثر من الخروج من المنزل مسافة ١٠ أمتار. حدث ذلك وقت الفجر. بسرعة، تركب الفتاتان السيارة وتنطلق. تبقى سيارة أخرى للمراقبة تحسباً لتعقب داعش. في الأثناء، تضع الفتاتان الملابس الطويلة السوداء والخمارات حتى لا تُكشف هويتهما. تُنقلان إلى بيت آمن. صاحب المنزل لا يزال على الأرجح لا يعرف من كانت الفتاتان. قال له أبو زيدان إنهما ابنتاه وإن أمهما كردية اختلف معها ويخشى أن تأخذ البنتين معها فأحضرهما إليه. وهذا أيضاً فسر تعثر ونسة في العربية قليلاً. أما مهدية فلا تتحدث العربية مطلقاً. فما الحل؟ قيل للرجل إن مهدية خرساء لا تتكلم! وهكذا أمضت البنتان خمسة أيام قبل أن ينقلهما أبو زيدان إلى أطراف كردستان حيث أقيم لهما استقبال حافل.