أخبار الآن | درعا – سوريا – (محمد الحوراني)
اتّبع نظام الاسد سياسة التدمير الممنهج للبشر والحجر في درعا وريفها، ونالت البيئة التعليميّة حصّتها الكبيرة من تلك السياسة، في حين تعرّضت الكوادر العاملة في قطاع التعليم للاعتقال والتصفية والتشرّد بين نزوح داخليّ ولجوء خارجيّ، ولم يسلم من المصير ذاته الطلّاب والتلاميذ الذين تقطّعتْ بهم سُبل الأمل بمستقبل واعد وغدٍ مشرقٍ أكثر آمناً.
ومع بداية تحرير قرى وبلدات في محافظة درعا تعرضت العديد من المدارس للقصف والدمار وأن 60% من المدارس في درعا مدمرة بشكل شبه كامل وخرج عدد كبير منها عن الخدمة.
وحتى المدارس التي مازالت تابعة لوزارة التربية التابعة للنظام تفتقر للترميم والمناهج،كما أن عددًا كبيرًا من الأطفال تسربوا بسبب الظروف القاهرة التي يعيشونها فهناك اطفال لم تتجاوز الثالثة عشر عاما تركو مدارسهم بعد أن تهجرو من درعا وقصف منازلهم وفقدو ابائهم, اضطرو للعمل في إحدى المطاعم ليعيلو أسرهم، وغيرهم اصبحوا باعة جوالين للدخان والبسكويت.
وبين استمرار القصف ونزوح الأطفال وفقدهم لأسرهم، وتشرذم العملية التعليمية في المدينة، وحدهم وقود مستقبل سوريا يدفعون الثمن ويزداد وضعهم سوءًا في ظل الافتقار لجهة موحدة تساعد في إعادتهم إلى المدارس ومتابعة تعليمهم.
وأمام هذا الواقع المعقّد واستفحال الأمّيّة بين الأطفال وتسرّب الكثير منهم من المدارس، فُرض على الجميع البحث عن حلول ناجعة، تُسَرّع بعودة عجلة التعليم للدوران من جديد، فتمّ تأهيل نسبة كبيرة من المدارس التي تعرّضت لدمار وأضرار قابلة للإصلاح، وتأمين الكوادر التعليميّة من أبناء المدن والقرى.