أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا – (جواد العربيني)
تعرضت بلدة "جرمانا" جنوب شرق العاصمة دمشق لغارة اسرائيلية استهدفت مبنى في "حي الحمصي"، وقالت مصادر موالية للنظام السوري أن الغارة أدت إلى مقتل "سمير قنطار" القيادي في "حزب الله" والقيادي في ميليشيا المقاومة الوطنية "فرحان عصام الشعلان" إضافة لأربعة أشخاص آخرين. وقالت تلك المصادر أن طائرتين إسرائيليتين اخترقتا الأجواء السورية وأطلقتا أربعة صواريخ على المبنى المستهدف عن بعد؛ الأمر الذي أدى إلى تدميره بشكل كامل.
وقال شهود عيان أن حالة من الخوف والهلع سادت بلدة جرمانا، ذات الغالبية من الطائفة الدرزية، لساعات بعد سماعهم انفجار قوي أحدث ارتجاج في أغلب المباني تلاه سماع سيارات الإسعاف وانتشار أمني كثيف طوق "حي الحمصي".
وبحسب شهود عيان فإن المبنى المستهدف كان يتردد عليه "سمير القنطار" بشكل مستمر، حيث كان يجري بداخله اجتماعات مع قياديين دروز في ميليشيا "المقاومة الوطنية" من أجل تأليب دروز السويداء وتجنيدهم في ميليشيات الدفاع الوطني، إضافة للعمل على تشكيل شبكة تتبع لحزب الله في الجولان السوري المحتل وبدعم مباشر من ايران، وهو ما جعله هدفا للطائرات الاسرائيلية.
ولعل ما يميز هذه الغارات أنها تأتي بعد نشر روسيا لمنظومة صواريخ S400 والتي مهمتها فرض حظر جوي لأي طائرات تستهدف النظام السوري؛ الأمر الذي أثار سخطا بين مؤيدي النظام الذين تساءلوا عن المنظومة ودورها. فيما رأى آخرون أن الاحتفاظ "بحق الرد" ما يزال القرار الوحيد للقيادة الحكيمة.
بعض المواقع المؤيدة حاولت تبرير القصف بطريقة إعلام النظام المعهود، حيث أوردت بعض الصفحات خبرا مفاده أن الطيران الإسرائيلي استخدم شيفرة الطائرات الروسية الأمر الذي بدا على الدفاعات السورية بأنه طيران صديق وحال دون التصدي له، لكن يبقى وصول الصواريخ الإسرائيلية إلى هذا المبنى وبهذه الدقة لغزا غامضا أراد كثير من المؤيدين معرفته مكيلين التهم إلى أبناء مدينة جرمانا بالعمالة لإسرائيل.
وقد أفرج عن سمير قنطار بصفقة تبادل جرت في العام 2008 بعد أن قضى ثلاثين عاما في السجون الإسرائيلية، وكان قد اعتقل أثناء تنفيذ عملية "نهاريا" التي كان هدفها خطف مستوطنين اسرائيليين لمبادلتهم بمعتقلين في السجون الإسرائيلية.