أخبار الآن | درعا – سوريا (عبد الحي الأحمد)
يسعى العديد من أبناء سوريا "المكان الأخطر في العالم"، إلى وضع بصماتهم الخاصة في شتى المحافل الدولية، فكان منهم الموسيقار "مالك جندلي" والمخترع "يمان أبو جيب" والناشطة السورية "مجد شربجي" والعشرات غيرهم ممن عرف العالم تجربتهم في سنوات الحرب المدمرة.
الفتاة الأكثر إلهاما في سوريا
تأقلم غالبية السوريين مع الواقع الجديد الذي فرضته الحرب، والذي يبدو أفضل حالا بكثير من الواقع الذي وضعت فيه الشابة السورية "ميسون المليحان" التي لجأت إلى الأراضي الأردنية قادمة من محافظة درعا في العام 2013 وقامت على مدى العامين الماضيين بإقناع الآباء في مخيمات اللجوء بإرسال أطفالهم إلى المدارس.
لقبت "ميسون" ذات الستة عشر ربيعا بـ"ملالا سوريا" إثر إطلاقها حملة لضمان حصول الفتيات في المخيمات الأردنية على حق التعليم، وورد اسمها ضمن القائمة التي تصدرها هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" للنساء المئة الأكثر إلهاما في العالم لهذا العام وأصبحت الآن من المرشحين لنيل جائزة نوبل للتعليم.
مراسل أخبار الآن كان له حديث خاص معها، تمحور حول النقاط التالية:
ما هي طبيعة عمل "المليحان" في المخيمات؟
تقول ميسون: "لا نستطيع أن نحقق أي هدف في الحياة بدون التعليم، وبالتالي لا نستطيع أن نساعد الآخرين أو نرقى بتطوير بلدنا، وينبغي علينا أن نتحصن بالعلم لأنه الدرع الواقي الذي نستطيع من خلاله أن ندافع عن أنفسنا وعن أرضنا ومواجهة أية عقبات في أي وقت وأي زمان".
وعن عملها في المخيمات تقول: "يرتكز عملي على متابعة قضايا الفتيات المتسربات من المدرسة لعدة أسباب، مثل عدم الرغبة في التعليم، أو الرغبة في ترك التعليم من أجل الزواج، وذلك من خلال إبداء النصح والإرشاد لهن حول أهميته وأثره على حياتهن في المستقبل، والتأكيد على أنّ التعليم حق من الحقوق التي يجب أن تتمتع به كل فتاة رغم أية صعوبات، وضرورة استغلال أية فرصة للحصول على سبل التعليم المتاحة في المخيم وأنّه من أهم الأولويات في حياة الطفل، وبالتالي فإن أية أمور أخرى تعتبر أموراً ثانوية يمكن أن تتحقق فيما بعد".
وتضيف المليحان "من الأمور الأخرى التي أقوم بها هو تشجيع وإقناع الأهالي بأهمية التعليم، وحثّهم على إرسال أبنائهم غير الملتحقين في المدرسة للالتحاق بها، لما لهم من تأثير عليهم وهم القدوة لهم. حيث أنّ كثير من الأطفال يحبون العلم ولكن لا يحصلون على التحفيز والدعم من الأهل".
كما أشارت "المليحان" إلى أن عملها لا يقتصر على تقديم النصح والإرشاد والتوجيه للأهالي والجيران في المخيم، بل يشمل أيضاً الملتحقين بمراكز تعليم الأنشطة غير الرسمية والترفيهية ومحاولة تشجيعهم على إدراك أهمية التعليم.
معوقات وتحديات تواجه تعليم الفتيات في المخيمات
كثيرة هي المعيقات التي تواجه تعليم الفتيات، ولكنها بنظر ميسون لا ترتبط بعائق واحد، ولكن ترتبط بالفرد نفسه، فبعض الآباء يعتقدون أنّ التحاق بناتهم في المدرسة يشكل خطرا عليهم بسبب عدم توفر الأمان.
تقول ميسون: "إن المعيقات أيضا تختلف حسب وجهة نظر ورؤية كل فرد على حدة. كما يوجد عائق آخر يتمثل في مستقبل التعليم بعد إنهاء آخر مرحلة دراسية ومدى صعوبة الالتحاق بالجامعات".