أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا – (جواد العربيني)
تعرض السوق الشعبي في بلدة "بزينة" جنوب غوطة دمشق الشرقية لغارتين جويتين من قبل طائرات النظام، أسفرت عن استشهاد 35 مدنيا وجرح مائتين آخرين، مع إمكانية ارتفاع أعداد القتلى بسبب خطورة إصابات الجرحى.
وقد تأخر نقل معظم الجرحى إلى المشافي الميدانية بسبب عدم توافر سيارات الإسعاف وبُعد بلدة "بزينة" عن المشافي الميدانية الأكثر تخديما. وقد أظهرت صورا بثها ناشطون تفحّم في جثث القتلى وأطراف مقطعة ورؤوس متفجرة بسبب قوة ضغط الصوايخ. وتعتبر بلدة "بزينة" من البلدات المحررة البعيدة عن الحرب نوعا ما حيث لم تستهدف البلدة إلا مرة واحدة بقذائف الهاون، وتبتعد البلدة حوالي 6 كم عن مواقع الاشتباكات.
وقال "أبو فؤاد" أحد المسعفين في المجزرة لـ"أخبار الآن": "لا يمكن تخيل ما حدث، الكثير من الصور اختلطت علينا في السوق الشعبي داخل "بزينة"، لم نعد نميز بين الجريح والشهيد ووقعنا في حيرة من نسعف أولا الأكثر خطورة أم الأقل خطورة، فمكان وقوع المجزرة يبتعد مسافة كبيرة عن النقاط الطبية باستثناء المشفى الميداني في دير العصافير الذي أصبح لا يستطيع استيعاب أعدادا أخرى من الجرحى".
ويضيف "أبو فؤاد" أن بلدة "بزينة" منطقة فقيرة جدا في الغوطة الشرقية وكانت من المناطق القليلة التي لم تتعرض للقصف، وتزامنا مع حملة النظام العسكرية على قرى وبلدات المرج تحولت البلدة الى قبلة للنازحين، حيث احتضن أهلها ما يزيد عن الألفي عائلة نازحة، غير أن النظام أصبح مدمنا على قتل ما يستطيع من المدنيين للضغط على الثوار، وهذا ما يفسر استهداف السوق الشعبي عصرا في وقت الذروة.
وتم نقل الجرحى الى أربع مشافي ميدانية داخل الغوطة وهي مشفى "دير العصافير" القريب من مكان المجزرة ومشفى "النشابية" ومشفى "حمورية" ومشفى "دوما".
وقال الطبيب "أيمن" وهو دكتور في مشفى دير العصافير لـ"أخبار الآن" أن المشفى استقبل 25 حالة غالبيتها خطرة، حيث تم إسعاف بعض الحالات على الأرض لعدم توافر الأسرّة دون أية أدوات تعقيم أو تخدير للمريض، وعانينا كثيرا من نقص السيرومات وأكياس الدم ونقص الأطباء.
وأضاف الدكتور "أيمن": "في منطقة جنوب الغوطة لا يتوفر إلا سيارتي إسعاف وقد عانينا كثيرا في إسعاف الجرحى إذ أن هنالك جرحى استشهدوا نتيجة النزيف الحاد الذي تعرضوا له لتأخر إسعافهم للمشفى" .
وتصعّد قوات النظام من استهدافها للمدنيين في بلدات وقرى المرج، حيث ارتكبت قوات النظام ما يزيد عن العشر مجازر في تلك البلدات والقرى خلال الشهرين الماضيين. وتعتبر منطقة مرج السلطان السلة الغذائية للغوطة الشرقية، إذ يعمل معظم سكانها في الزراعة وقد ساهمت المنطقة بتحقيق اكتفاء ذاتي للغوطة الشرقية المحاصرة، وبذلك أصبحت المنطقة هدفا استراتيجيا للنظام لتدعيم حصاره وخنق السكان في المناطق السكنية وحرمانهم من المناطق الزراعية .