أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)
شهد صباح يوم أمس 22-12 مجزرة نفذها الطيران الروسي بحق العديد من المدنيين ممن تقطعت بهم السبل ولم يغادروا قريبة "بداما" حيث بقوا فيها بانتظار الفرج، أو غارات الموت كما حدث معهم، حيث أصيب عدد من الأطفال والكبار في السن، وسارعت فرق الإنقاذ من "الدفاع الوطني" في ريف اللاذقية لانتشال الشهداء والمصابين من تحت الأنقاض.
أخبار الآن التقت "أبو عاطف" أحد الناجيين من مجزرة بداما حيث أفاد: "لم نقم بالخروج من القرية رغم أنها مستهدفة ومعرضة للخطر، معظم الأهالي تركوها واتجهوا نحو الخيام، ولكنني وعائلتي فضلنا الصواريخ على الموت برداً، وهذا ما حل بنا ولن نرحل عن أرضنا حتى نموت أو تعود الأوضاع على ما كانت عليه سابقاً".
اشتباكات جبل الأكراد تستمر رغم برودة الجو
بعد سيطرة الثوار مؤخراً على "جبل النوبة" الإستراتيجي في جبل الأكراد، تحاول قوات النظام وبشكل شبه يومي إعادة السيطرة عليه، وخصوصاً بعد خسارته المدوية إعلامياً ومادياً، حيث يحاول تحقيق نصرا إستراتيجيا آخر في مناطق أخرى كما يحدث في محيط "تلة غزالة" في جبل الأكراد.
وقامت كتائب الثوار باستهداف قوات النظام والميليشيات الشيعية المساندة له في "تلة غزالة" بالرشاشات الثقيلة، وأيضاً تم استهدافهم في "قمة يعقوب" وقرية "البشرفة" بعدد من قذائف الهاون مسببين بقتل ما لا يقل عن عشرة عناصر من قوات النظام وجرح آخرين، حيث تم ننقلهم إلى مشافي مدينة اللاذقية.
أخبار الآن التقت القائد العسكري "أبو عمر" للحديث عن آخر التطورات في معارك جبل الأكراد: "نعم وبكل ثقة حققنا انتصاراً تاريخياً بحق قوات النظام ومن عاونه في جبل النوبة، رغم قلة عددنا وعتادنا كسرنا شوكته وكبدناه خسائر كبيرة، يحاول اليوم تعديل كفة الميزان لصالحه من خلال اقتحام نقاط أخرى في جبل الأكراد، ولن يستطيع ذلك طالما هنالك دماء تجري في عروقنا".
تجدد الاشتباكات في جبل التركمان .. والمخيمات معرضة للغارات
بعد الاشتباكات العنيفة التي شهدها جبل التركمان وخاصة المرتفعات العالية التي تكشف العديد من القرى والمناطق الهامة منه، يعود الثوار إلى استهداف النقاط التي سيطرت عليها قوات النظام مؤخراً، حيث قامت كتائب الجيش الحر باستهداف "تل الزويّك" بقذائف الهاون، واستهداف دشم ومحارس قوات النظام في نقطة "الـ46" بالرشاشات الثقيلة.
وقام الطيران الحربي الروسي باستهداف محيط المخيمات الحدودية في ريف اللاذقية/ جبل التركمان، مما أدى إلى موجة رعب وهلع بين النازحين، حيث لا مأوى لهم سوى تلك الخيم القماشية التي لا تكاد تسمن ولا تغني من جوع، ولا تقاوم موجة البرد التي تضرب البلاد.
أخبار الآن التقت مع "أبو محمود" أحد النازحين في ريف اللاذقية قرب الشريط الحدودي السوري– التركي ليتحدث حول حالة الرعب والخوف التي تجتاح المخيمات: "بعد تهجيرنا من بيوتنا، ظننا أن المخيمات القماشية لن تطالها شظايا ونيران الطيران والمدفعية، نحن لسنا مقاتلين حتى يستهدفنا، كل ذنبنا أننا أيدنا الثورة ووقفنا معها، لا مكان لنا سوى هنا بعد أن دمرت بيوتنا طائرات روسيا!".