أخبار الآن | ريف دمشق- سوريا (أبو محمد اليبرودي)
تعتبر "الهيئة الثورية العامة" في يبرود إحدی أبرز المؤسسات الثورية الناجحة علی مستوی القلمون. فعلى الرغم من مصاعب النزوح، استطاعت تغطية قسم كبير من الأعمال الإغاثية والخدمية لقسم كبير من نازحي يبرود والقلمون، لتطور نفسها بأن توجد تنسيقا عالي المستوى مع مكاتب شرعية وسياسية تعمل تحت رعايتها بما يضمن استمرار العمل الثوري لأبناء القلمون المهجرين وخاصة المغتربين منهم في دول الخليج.
بداية العمل المؤسساتي
تعتبر يبرود من أوائل المدن التي خرجت عن سيطرة النظام في مطلع العام 2012 مما خولها الخوض المبكر في تجربة العمل المدني والمؤسسات الثورية كانت كفيلة لإعطاء خبرة للشريحة الثائرة لتتمكن من النهوض بالعمل الثوري المؤسساتي رغم المصاب الجلل الذي أصاب القلمون بسقوطه بيد النظام السوري بعد ثلاث سنوات من التحرير.
فمن تنسيقية يبرود البارزة على مستوى سوريا إلى جمعية أهل الخير وبيت المونة وصولا للمجلس المدني والمحلي، كأبرز أوجه العمل المدني الثوري في فترة تحرر المدينة، تمخضت هذه التجارب بخبرات كانت كفيلة بإنشاء "الهيئة الثورية العامة" لمدينة يبرود، التي ركزت نشاطها في بلدة عرسال إغاثيا وطبيا وإعلاميا وسياسيا، مسخّرة لأجل ذلك جهود كل أبناء المدينة حتى المغتربين منهم في دول الخليج منذ سنين طويلة.
يتحدث "أبو أحمد" أحد المستفيدين من نشاطات الهيئة لأخبار الآن عن حجم المساعدات والخدمات التي تقدمها الهيئة لهم: "الهيئة العامة لمدينة يبرود تقوم بمساعدتنا في أغلب الاحتياجات من دفع أجارات أراضي المخيمات وتغطية الخدمات التي تحتاجها المخيمات من إغاثة وجميع الخدمات من صرف صحي وكهرباء وغيرها".
الجانب الطبي
ويقول الطبيب "منذر بركات" أحد أبرز أطباء القلمون، لأخبار الآن أن النشاط الطبي لم يعش تلك المرحلة الانتقالية التي عاشتها الهيئة حتى تأسيسها من يبرود إلى عرسال، إذ قام المكتب الطبي الذي كان في يبرود مباشرة برعاية الجرحى في عرسال وتقديم الدعم والرعاية الطبية للنازحين والثوار داخل عرسال وخارجها ليكون بذلك المكتب الطبي جاهز التكوين كنواة أساسية لانطلاق الهيئة الثورية.
ويضيف بركات أنهم سعوا من خلال المكتب الطبي في الهيئة إلى تغطية المنطقة الأشد احتياجا خارج حدود عرسال، حيث أن الظروف الأمنية والقصف المستمر ومنع إيصال المساعدات تسببا بالحالة الطبية السيئة، حيث لا يعيش في تلك المنطقة سوى الناس الأشد فقراً لدرجة أن بعضهم يعيشون في مغارات.
الجانب الإغاثي
أما إغاثيا فيقول رئيس المكتب الإغاثي "أبو محمد" أن المكتب يقوم على رعاية الأرامل وأهالي الشهداء والمعتقلين في مدينة عرسال. وفي الداخل اللبناني أيضا هناك لجان إغاثة لإغاثة جزء من أبناء يبرود والقلمون ممن ضاقت بهم الأحوال، عدا عن أن نشاط المكتب وصل لمساعدة بعض العوائل داخل مدينة يبرود بالرغم من التشديد الأمني هناك. ويشير إلى أن المكتب كانت نتاجا عن توحد أعضاء معظم الجمعيات الإغاثية التي كانت تعمل في مدينة يبرود قبل السقوط.
وعن تشكيل الهيئة يقول "باسل أبو جواد" المسؤول الإعلامي في الهيئة لأخبار الآن بأن نشطاء المدينة أيقنوا أنهم بحاجة للإسراع في جمع جهود نشطاء المدينة المشتتة في أكثر من بلد ضمن هيئة تضمن توحيد جهودهم وعدم ضياع ثورية المدينة التي نمت في سنوات تحرر المدينة الثلاث.
ويشير أبو جواد إلى أنهم في سبيل ذلك سارعوا بعقد اجتماعات عاجلة ضمن غرف على وسائل التواصل الاجتماعي لتنسيق الفكرة ومن ثم اختيار عدة مندوبين وممثلين عن الأحرار من كل مكان أو دولة، بالإضافة لفرض رمز اشتراك في الهيئة على كل عضو مغترب قادر في بداية التشكيل لتستطيع الهيئة النهوض في بداية انطلاقتها والقيام بالمشاريع الطارئة والتي تعطيها زخما قويا وقبولا.
وينوه "أبو جواد" أن أحد أبرز أسباب نجاح الهيئة هي الزخم الإعلامي المرافق لها والذي تضمن بيانات سياسية من الهيئة في كل محفل سياسي يخص الثورة، بالإضافة لوجود مراسلين للمكتب الإعلامي للهيئة داخل مدينة يبرود وفي مدن القلمون ينقل الأحداث الحاصلة مما يجعلهم يسلطون الضوء عليها لتوعية الأهالي بالإضافة لإعطاء قوة للهيئة بأنها ليست بعيدة عن أرض الواقع وأن نشاطها وعملها الأساسي هو في يبرود والقلمون وليس للتأقلم مع حياة النزوح.