أخبار الآن | الرقة – سوريا (رشيد الحمد)
على ما يبدو لنا كمراقبين وأبناء مدينة الرقة، أنه لا جديد لدى طيران التحالف أو الطيران الروسي أو طيران النظام، أو أي كان الطيران الذي يقوم بقصف الرقة. لا جديد في بنك أهدافه في المدينة.
فقد أغارت طائرات يُعتقد أنها طائرات للتحالف عند الساعة 9.13 دقيقة مساء أمس الخميس بغارتين جويتين على المدينة؛ الأولى على الملعب البلدي شمال "دوار النعيم" والثانية على النقطة 11 قرب "البانوراما".
من يعيش في الرقة يعرف أن الملعب البلدي أصبح أثرا بعد عين، ومنذ فترة طويلة تمتد للأيام الأولى من بدء التحالف قصفه للرقة المدينة، وليست النقطة 11 استثناء عن ذلك. ويعزو ناشطون ذلك إلى اختفاء داعش بين المدنيين وإخلائها لجميع مقراتها المعروفة، وساهم منع التنظيم كذلك للإنترنت في الرقة في الحدّ من نشاط الخلايا التي تحدد أماكن مقرات التنظيم لطيران التحالف.
داعش والحبوب المخدرة
ومن الكوميديا السوداء التي يعيشها الناس هناك في المدينة، وتحديدا في حي الثكنة بالقرب من "بنك بريمو" في شارع كنيسة سيدة البشارة، وبينما كان ثلاثة صبية يتفقدون شقة سكنية كانت تحتلها إحدى عائلات مقاتلي داعش وأخلتها بعد مقتله، عثر في سقيفة المطبخ على أربعة أكياس تحوي حبوب بيضاء ناعمة فقرروا تجريبها ليخرجوا إلى الشارع، وعند مرور أحد عناصر التنظيم يقود دراجة نارية حاولوا الاعتداء عليه وهم يضحكون بشكل هستيري؛ الأمر الذي حدا بعنصر التنظيم إلى استدعاء جهاز الحسبة عبر قبضته اللاسلكية ليعتقلوا الصبية لمدة عشر ساعات ثم يقومون بإحضارهم إلى الشقة ليرشدونهم إلى مكان "الحبوب المخدرة" ثم يطلقون سراحهم من هناك.
اشتباكات داعش مع بركان الفرات
وفي الريف الشمالي، انقطع التيار الكهربائي عنه بشكل كامل عند الساعة الخامسة مساء إثر اندلاع اشتباكات وصفها الناشط الميداني "يزن العبدالله" بالشديدة بين تنظيم داعش و"قوات بركان الفرات" شمالي قرية "تل السمن".
وفي الريف نفسه، وعلى الحدود مع تركيا، وعند الساعة 9.7 دقائق، قام حرس الحدود التركي بإطلاق النار باتجاه ثلاث دوريات للميليشيات الكردية اقتربت من الحدود، وذلك في النقاط التالية وبنفس التوقيت:
نقطة أولى شرق البوابة الحدودية مباشرة، والنقطة الثانية في قرية "المنبطح" غربي المدينة 1 كم، والنقطة الثالثة في قرية "اليابسة" 5 كم غربي المدينة. ولم تعرف الإصابات بسبب الطوق الأمني وفرض حظر التجوال الليلي الذي تفرضه الميليشيات الكردية منذ سيطرتها على تل أبيض منتصف حزيران الفائت.
داعش يهزم ويتراجع في معركة سد تشرين
وفي الريف الغربي، كان لمدينة "الطبقة" الحصة الأكبر من النازحين من محيط "سد تشرين"، حيث لا زالت "قوات سورية الديمقراطية" تتقدم فيه لليوم الثالث على التوالي، حيث ذكر الناشط "زكريا فتحي" من بلدة "صرّين" أن طائرات التحالف نفذت 23 غارة في محيط "سد تشرين" الأمر الذي مكّن "قوات الديمقراطية" من أخذ القرى التالية "المروح" "بير الدم" "العبيدات" "الصهاريج" وأصبحت على مسافة تتراوح بين 15 و20 كم من السد، وتدور المعارك بالقرب من قرية "المليحة" الاستراتيجية التي تشرف على السد.
ويقول زكريا: "اختارت القوات الديمقراطية فتح الجبهة من الجهة الشرقية للنهر لسهولة تضاريسها، فهي منطقه شبه صحراوية تضاريسها مكشوفة بينما كانت داعش تتوقع الاتجاه الغربي حيث الجهة الأخرى من النهر جبلية وكثيرة الوديان".
من يسيطر على سد تشرين يكون قد عزل "منبج" نهائيا عن الرقة، ومن هنا تأتي أهمية السيطرة على السد.