أخبار الآن | السويداء –  سوريا (عبيدة النبواني)

بالتزامن مع اغتيال قائد جيش الإسلام "زهران علوش" في غوطة دمشق الشرقية واشتداد المعارك في منطقة المرج القريبة، انتشرت الأنباء حول اتفاق بين نظام الأسد وداعش في أحياء دمشق الجنوبية، لنقل عناصر داعش من تلك الأحياء بحافلات تابعة للنظام إلى واحدة من ثلاث مناطق هي بئر القصب جنوب شرقي دمشق أو ريف حمص الشرقي أو مدينة الرقة، المعقل الأساسي لداعش في سوريا، وجميعها تحت سيطرة داعش، مع ترجيح نقلهم إلى منطقة بئر القصب.

اختيار "بئر القصب" والمبررات

اختيار بئر القصب يحمل عدة تساؤلات نظرا لأهميتها من عدة نواحٍ، فهي منطقة اشتباكات بين داعش وفصائل الغوطة الشرقية، حيث سيطر داعش على "جبل دكوة" القريب في آذار الماضي، بعد معارك مع جيش الإسلام؛ الذي كان يحاول فتح طريق إلى الغوطة الشرقية المحاصرة عبر تلك المنطقة، حيث اتهم النقيب "إسلام علوش" تنظيم داعش حينها بالتحالف مع قوات النظام لمنع فك الحصار عن الغوطة الشرقية ومساعدتها في إحكام القبضة على المنطقة، ليأتي اغتيال "زهران علوش" بالتزامن مع نقل العناصر، ليطرح عدة تساؤلات حول مدى التنسيق بين داعش ونظام الأسد.

"بئر القصب" هي أيضا نقطة انطلاق لداعش باتجاه أرياف درعا والقنيطرة مرورا بمنطقة اللجاة، ما قد يفتح جبهة جديدة لثوار درعا إذا تم حشد قوات جديدة لداعش في تلك المنطقة، حيث دارت عدة معارك مع "ألوية العمري" وكتائب أخرى من الجيش الحر في المنطقة بوقت سابق، انسحب داعش بعدها إثر تكبده خسائر كبيرة.

النقطة الثالثة التي تمنح منطقة "بئر القصب" أهمية تميزها عن غيرها، هي قربها من محافظة السويداء، والتي يسيطر داعش على بعض القرى الصغيرة في ريفها الشرقي والشمالي الشرقي، بعد مبايعته من قبل بعض العشائر هناك، ما يمنح النظام ورقة ضغط مضاعفة على محافظة السويداء، والتي طالما هددها بوجود داعش على أطرافها، في محاولاته المستمرة لشد أبناء السويداء إلى طرفه باعتباره أخف الشرَّين كما يحاول أن يروّج، عندما يجبرهم على الاختيار بين إجرامه وإجرام داعش.

"بئر القصب" .. الوجهة المرجحة لعناصر داعش من أحياء دمشق الجنوبية

الموقع الاستراتيجي

وبالإضافة إلى جميع النقاط السابقة، من كون بئر القصب هي مركز لاستمرار حصار الغوطة ولفتح جبهات لداعش مع ثوار درعا ولجذب أبناء السويداء باتجاه النظام، فإن أهميتها الكبرى تكمن باعتبارها تصل مناطق سيطرة التنظيم في دير الزور والبادية السورية وتدمر، مع مناطق سيطرة النظام في ريفي دمشق والسويداء، ما يعني أنها تعزز طريق تهريب النفط والذي يستعمله التنظيم ليبيع ما ينتجه لوسطاء من طرف النظام، ما يشكل مصدر تمويل أساسي لكل من النظام والتنظيم على حد سواء.

جميع هذه النقاط التي تخدم كلا الطرفين سواء اقتصاديا أو عسكريا أو حتى اجتماعيا، تفتح مزيدا من الأبواب على التعاون الوطيد بين داعش ونظام الأسد، والذي يبدو أنه بات علنيا بعد اتفاق أحياء دمشق الجنوبية.