أخبار الآن | درعا – سوريا (أسامة زين الدين)

في نموذج مميز للإدارة المدنية في الأماكن المحررة، أنهى مجلس محافظة درعا والذي يجمع تحت مظلته المجالس المحلية في القرى والهيئات المدنية والثورية دروته الأولى، وأقام انتخابات لاختيار أعضائه الجدد في دورته القادمة جرى فيها انتخاب رئيس للمجلس، ونائب له إضافة إلى أعضاء المكتب التنفيذي والبالغ عددهم أحد عشر عضوا. تنافس في هذه الانتخابات 34 عضوا مثلوا أغلب مناطق حوران والتي تم تقسيمها إداريا إلى ستة قطاعات.

شارك افتراضيا في الانتخابات التي جرت ضمن المناطق المحررة في درعا، رئيس الحكومة المؤقتة "أحمد الطعمة" ووزير الإدارة المحلية فيها، كما حضر بشكل شخصي ممثلون ومراقبون من هيئات حوران كدار العدل ونقابة المحامين ومجلس الأكاديميين ضمن مؤتمر انتخابي في سابقة هي الأولى من نوعها في المحافظة.

"يعقوب العمار" رئيس لدورة جديدة

أسفرت نتائج الانتخابات عن فوز رئيس المجلس السابق الدكتور "يعقوب العمار" لدورة جديدة بعد تقدمه عن أقرب منافسيه بعشر أصوات. أكد الدكتور "العمار" عقب فوزه بالانتخابات لأخبار الآن أن مجلس المحافظة قد نجح بالقيام على قدميه، وتثبيت نفسه كجسم قوي بديل عن مؤسسات النظام في مناطق غيابه رغم محاربته والصعوبات التي واجهته في تأسيسه، إضافة إلى الحصار المطبق المفروض على المنطقة الجنوبية في ظل انعزالها الجغرافي عن باقي مناطق الثورة. لذا كان الجهد منصبا في برنامجه للدورة الماضية على تثبيت المجلس مؤسسة لها حضورها الفاعل يلمس الناس فائدتها لهم في حياتهم اليومية. وقد كانت هذه التجربة شبيهة لتجارب باقي المحافظات مع صعوبة إضافية تمثلت بصعوبة التواصل والدخول والخروج وإدخال المواد والمعدات اللازمة نتيجة سياسات الدول المجاورة.

صعوبات المجالس البديلة عن النظام

يعاني مجلس المحافظة، كما يقول الدكتور العمار، من عدم وجود قوانين ناظمة للمجالس في المناطق المحررة وبنائها مؤسسيا، وغياب مثل هذه البنود التي تسهل عمل المجالس والدوائر فيما يتعلق بسير عملها حتى لدى الحكومة المؤقتة، لذا كان العبء مضاعفا بالاجتهاد الذاتي ووضع تصور مناسب لهذه القوانين لكي يتم العمل عليها بما يناسب وضع المناطق المحررة.

أما العقبة الأكبر فكانت ضعف التمويل الذي كان شبه معدوم بسبب الأزمة المالية التي مرت بها الحكومة المؤقتة وأزمة الائتلاف، مما أثر بشكل كبير على آلية وضع الخطط التي تحتاج لوضع مالي شبه مستقر، وهو ما غاب في الدورة الماضية حيث لم يصل إلا مبلغ نصف مليون دولار من الحكومة و125 ألف دولار من الائتلاف، وهو مبلغ زهيد جدا بالنسبة لحجم نشاط وعمل ومصاريف المجلس.

استراتيجية جديدة للعام الجديد

يؤكد الدكتور العمار أن استراتيجية المجلس لعام الجديد تتمثل في شقين، تتمثل أولاها بتغطية احتياجات الناس من خدمات وإغاثة وأفران ومطاحن وآبار مياه، وسعي دؤوب لبناء شركات مع مؤسسات ومنظمات لتغطية هذا الجانب، وتعزيز صمود الناس في المناطق المحررة.

أما الشق الثاني فهو استكمال ما تم البدء به في الدورة الماضية في تقوية المجلس مؤسساتيا عبر بناء دوائر وهيئات ومؤسسات تغطي كافة وظائف الدولة الغائبة، كمديرية نقل ومديرية مياه ومديرية شؤون مدنية وسجل عقاري وغيرها.

يذكر أن مجلس المحافظة كان له دورا مهما خلال الدورة الماضية في حل عدد من المشاكل الكبيرة كالمساهمة في بناء وتفعيل المنطقة الحرة، ودعم دار العدل، وتنظيم عمل الصوامع، وشراء القمح من الفلاحين وتخزينه في الصوامع لتحقيق أمن غذائي نسبي للمناطق المحررة وسحب هذه الورقة من يد النظام.