أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا- (يوسف البستاني)
مدينة دوما اليوم لم تكن مثل كل الأيام في هذا الشهر، فقد شهدت قصفا هستيريا سمع دويّه كل من يقطن الغوطة الشرقية، حيث بدأت الطائرات الروسية محملةً بصواريخ ذات قدرة تدميرية عالية أدت إلى تدمير الأبنية بشكل كامل أو شبه كامل، وتسبب بضغط عال في مكان انفجاره.
يقول "محمود آدم" المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني لأخبار الآن أن اليوم كان كحرب حقيقة على المدنيين في دوما حيث ألقت الطائرة الحربية الروسية أكثر من 12 صاروخا فراغيا وتم تسجيل سقوط صواريخ أرض- أرض على وسط المدينة أدت إلى دمار ثلاثة أبنية بشكل كامل فوق رؤوس ساكنيها بالإضافة لنشوب حريقين كبيرين وأربعة شهداء منهم طفلتين وأكثر من ستين جريحاً جلّهم من الأطفال والنساء.
وأضاف "آدم" أنه أكبر تحد واجههم في إنقاذ المدنيين والبحث عنهم تحت الأنقاض هو قلة الإمكانيات وصعوبة التحرك مع القصف المستمر غير المتوقف، فبعد غارة للطيران الحربي بدقائق يبدأ القصف بالمدفعية الثقيلة لكي يحصد أكبر عدد ممكن من الأرواح ويستهدف المسعفين وكل من يريد للحياة أن تبقى.
حلَّ المساء ولا تزال فرق الدفاع المدني ترفع الأنقاض في أمل البحث عن ناجين فهناك عدد من المفقودين مجهولي المصير، ولكن الاصرار داخل فرق الدفاع المدني دفعهم للعمل والبحث رغم العمل الشاق والمجهد، فهم يعملون بأدوات بدائية وبسيطة جدا مقارنة بحجم الكارثة التي حلت اليوم على دوما.
ويرى الناشط "محمد أيمن" أن النظام يعتبر دوما مدينة يجب إبادتها لذلك لا يتوقف عن قصفها بشكل شبه يومي، وفي كل فترة يستخدم سلاحا شديد التدمير كي يحقق أكبر دمار ممكن للأهالي ويمنعهم من العيش فيها.
ويذكر لنا "محمد" لحظات من هذا اليوم عاشها أثناء ذهابه لكي يوثق ما يجري في إحدى المناطق المستهدفة: "دخلت إلى حارة فيها أحد أصدقائي لأصور ورأيتها وقد دمرت بالكامل، وقفت لمدة ربع ساعة وأنا حدث، "تركس" يحاول إخراج المدنيين من تحت الأنقاض وغادرت دون أن أصوّر".
وأضاف كل شارع وساحة كان لها نصيب من غارة أو قذيفة ولكن استمرار القصف الجنوني للمدينة بشكل شبه يومي وقلة حركة المدنيين كانت السبب في انخفاض عدد الشهداء والذي كان في كل مجزرة لا يقل عن خمسين شهيداً.