أخبار الآن | حمص – سوريا (رواد حيدر)
قضى مقاتلان من الجيش الحر يوم الأربعاء، برصاص قناصة "الميليشيات الشيعية" المساندة لقوات النظام في حي الوعر بحمص، وتحديداً في نقطة "كندي 2" بالقرب من الجزيرة السابعة، ما يعتبر خرقاً واضحاً للاتفاقية المبرمة بين وجهاء الحي وقوات النظام، والتي جاء في بنودها، وقف إطلاق نار بين الطرفين.
الناشط الإعلامي في حي الوعر "جلال التلاوي" ذكر أنه "عند الساعة العاشرة صباحاً تعرض ثلاثة مقاتلين من الجيش الحر لإطلاق نار مباشر، أثناء تواجدهم في نقطة كندي 2، ما أدى لمقتل عنصرين اثنين وجرح الثالث الذي استطاع الهرب من المكان".
وأضاف التلاوي في تصريح خاص لأخبار الآن، أن العنصران قُتلا في منطقة مكشوفة لقناصة حاجز الجزيرة السابعة، وهو ما جعل سحب جثتيهما صعبة للغاية، وبقيت الجثتان مرميتين لأكثر من ثلاثة ساعات، حتى وصلت فرق الهلال الأحمر وقامت بسحبهم بالتنسيق مع لجنة وقف إطلاق النار التابعة للنظام.
في هذه الأثناء، تداول موالون للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي، أنباء تحدثت أن المقاتلين الاثنين اللذين قضيا برصاص القناصة، هما انتحاريان يحملان أحزمة ناسفة، كانا يحاولان اقتحام إحدى نقاط قوات النظام، وهو ما نفاه التلاوي بقوله "المقاتلان لم يكونا يحملان سوى قنبلة يدوية صغيرة، وهي التي يحملها عادة أيُ مقاتل على خطوط التماس".
رفض للاتفاقية وإغلاق معبر المهندسين
اتفاقية الوعر التي تكاد تدخل شهرها الثاني، لا تزال مرفوضة من قبل الميليشيات الشيعية المساندة للنظام؛ والتي تحاول خرقها بشتى الطرق من خلال التضييق على المدنيين واستهداف المقاتلين المتكرر على الجبهات، إذ أن هذه الحادثة ليست الخرق الأول، حيث أصيب قرابة التسعة أشخاص منذ بداية الاتفاق برصاص القناصة، وخاصة بالقرب من الجبهات.
وهنا يتحدث التلاوي أن رفض الميليشيات للاتفاقية، يأتي خوفاً من نقلهم الى جبهات ساخنة في الريفين الشرقي والشمالي، مشيراً إلى أن الخروقات من الممكن أن تستمر من قبل الميليشيات، لقناعتهم بأن حي الوعر ملك لهم، ولإكمال مسعاهم بالسيطرة على المحافظة كاملة من القصير والوعر الى الريف الشمالي.
ورداً على هذه الخروقات المتكررة، قررت لجنة التفاوض في الحي إغلاق طريق المهندسين -المعبر الوحيد لأهالي الوعر حالياً إلى خارج الحي-، في حين أُلغي لقاء كان من المفترض أن يجمع لجنة التفاوض وممثلين عن النظام، لتقييم العمل في الفترة السابقة.
الجدير بالذكر أن اتفاقية الوعر وُقعت في الأول من الشهر الجاري، تضمنت ثلاثة مراحل، الأولى وقف إطلاق النار بين الجانبين، مع تسهيل عمل هيئات الإغاثة داخل الحي وإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية.
وتضمنت المرحلة الثانية تسليم النظام قائمة بأسماء المعتقلين لإطلاق سراحهم، وعودة النازحين إلى الحي، في حين اقتضت المرحلة الثالثة خروج دفعة من الراغبين بالخروج إلى شمال سوريا، وهي المرحلة التي خرجت على إثرها 160 عائلة و300 مقاتل رافضين للاتفاق ولا يتبعون لأي فصيل عسكري في الحي.