أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (خاص)
تمويل الإرهاب هو تهديد عالمي خطير، الأمر الذي جعل كثيراً من الحكومات الغربية والعربية تضع محاربته على قائمة أولوياتها ومحاربة من لا يزالون يمولون جماعات إرهابية مثل داعش وجبهة النصرة والقاعدة. وعلى الرغم من هذا، هناك إتهامات مستمرة لأفراد بإرسال الأموال لأشخاص متورطين بالإرهاب. مثل هذه الإتهامات تأتي من مصادر دولية متنوعة على رأسها قائمة الأمم المتحدة لداعمي المنظمات الإرهابية.
في هذه القائمة لاحظنا وجود إسم شخص قطري الأمر الذي جعلنا نتعمق أكثر في قصته. هذا الشخص هو خليفة محمد تركي السبيعي، الإسم الذي بات يتردد كثيراً عند الحديث عن تمويل التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة. السبيعي هو مواطن قطري من مواليد عام ١٩٦٥. برز إسمه عندما أدرجته الأمم المتحدة في العاشر من شهر أكتوبر عام ٢٠٠٨ ضمن قائمة الداعمين والمرتبطين بتنظيم القاعدة. كما أدانته محكمة بحرينية في شهر يناير عام ٢٠٠٨ بتمويل الإرهاب وتسهيل سفر أفراد خارج المملكة لتلقي التدريب على أعمال إرهابية. وما يجعل السبيعي مهماً هو إرتباطه بخالد شيخ محمد أحد أكبر قيادات تنظيم القاعدة والعقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر والذي إعتقل في عام ٢٠٠٣.
في الرابع من شهر أكتوبر عام ٢٠١٤، أشارت صحيفة الديلي تلغراف إلى تصريحات لمساعد وزير الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب ديفيد كوهين، ذكر فيها أن السبيعي يعيش في العاصمة القطرية الدوحة بحرية حركة مطلقة، فضلاً عن قطري أخر متهم بدعم الإرهاب يدعى عبدالرحمن بن عمير النعيمي.
أردنا أن نعطي السبيعي الحق بالرد على هذه الإتهامات. محاولات كثيرة قمنا بها للوصول إليه لكن كلها أخفقت. أجرينا عدة مكالمات مع البنك المركزي القطري للإستعلام عن السبيعي الذي يفترض أنه موظف سابق فيه، لكن الردود التي وصلتنا تظهر أنه لا يزال موجوداً في البنك المركزي.
في البداية، لم نستطع التأكد بأي صفة كان موجوداً، لكن فيما بعد، تمكنا من الوصول إلى مصدر رفيع المستوى في البنك المركزي القطري. وبحديثنا مع هذا المصدر، فهمنا أن السبيعي يعمل في الوقت الحالي في قسم مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في البنك، فضلاً عن النعيمي المتهم الأخر بدعم الإرهاب.
الخزانة الأمريكية كانت قد كشفت في شهر سبتمبر الماضي أن السبيعي مستمر في تمويل التنظيمات الإرهابية وتحديداً جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا، كما يقوم النعيمي بالشيء ذاته، إذ تشير تقارير إلى إرساله ملايين الدولارات إلى أفراد تابعين للقاعدة في العراق وسوريا.
وبما أننا لم نستطع الوصول إلى السبيعي وإعطاءه فرصة الرد، تجنبنا تحليل ماذا يعني أن شخصاً مثله لا يزال يعمل في البنك المركزي القطري، لكن وكوسيلة إعلام مسؤولة، رأينا ضرورة لفت إنتباه مشاهدينا إلى كيفية متابعتنا لهذه القصة والنتائج التي توصلنا إليها.