أخبار الآن | لبنان – خاص (مالك أبو خير)
آخر ما كان يتوقعه العاملون في دائرة الهجرة الكندية، الذين انتشروا بين مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، أن يُقابل طلبهم بالرفض من قبل سكان المخيمات، فنسبة ليست بالقليلة رفضت حتى فكرة الخروج من لبنان إلى مكان آخر غير سوريا، بالرغم من العروض السخية التي ترافق طلبات اللجوء عادة.
البعض منهم اتصلت بهم مكاتب الأمم المتحدة وسألتهم إذا كان لديهم نية للجوء وكان جوابهم الرفض رغم أن ظروف إقامتهم في المخيمات لا يُحسدون عليها، بل إن البعض كان جوابه: "ابحثوا عن حل نعود به إلى سوريا وليس أن نذهب إلى آخر بلاد الله".
أسباب رفض الهجرة
وقد اختلفت أسباب الرفض من قِبل اللاجئين بين حالة وأخرى، حيث يقول "أبو محمد" وهو لاجئ يعيش في مخيمات "بر الياس" التابعة للبقاع اللبناني: " لست مع فكرة اللجوء لا إلى كندا ولا إلى غيرها، ولو أردت اللجوء لكنت منذ سنتين في إحدى الأوروبية. نعم أنا لست مسرورا بعيشة الخيام. أنا رجل شرقي ولا أستطيع التخلي عن عاداتي وتقاليدي، لا أستطيع العيش ضمن الأجواء الغربية ولا أستطيع الاندماج بمجتمع لا أؤمن به ولا بعاداته وتقاليده، أريد العودة إلى الغوطة الشرقية بدمشق وأكمل حياتي فيها ولا أريد شيئا آخر".
بالمقابل هناك مخاوف لدى الكثيرين دفعتهم لرفض اللجوء منها ما هو منطقي من وجهة نظرهم ومنها ما هو مبني على اشاعات يتم تداولها بين السوريين في المخيمات.
"أبو مازن" من مدينة درعا، نازح يقيم في مخيمات البقاع، رفض هو الآخر اللجوء، يقول: "لدي ثلاث فتيات، الكبرى سوف تبلغ سن الثامنة عشرة نهاية العام القادم في 2017، هذا يعني أنه إذا قبلت اللجوء في كندا أو غيرها فلن أستطيع ممارسة دوري الحقيقي كأب معها، قد يقول البعض عن كلامي هذا تخلف وعدم وعي لكنني في النهاية رجل شرقي هكذا تربيت".
العودة إلى سوريا
"أم حنين" وهي أرملة شهيد، توفي زوجها تحت التعذيب في سجون النظام السوري، رفضت هي الأخرى اللجوء بعد اتصال وردها من مكتب الأمم المتحدة، وعن أسباب رفضها تقول: "كان خروجي من سورية هو الخوف على مصير أبنائي من الموت تحت القصف أو من الاعتقال، وقبولي بالعيش في الخيم في لبنان مؤقت حتى نستطيع العودة إلى سورية فقط وليس لمكان آخر. قدمت لي ولأطفالي العديد من فرص اللجوء لكنني رفضت، الخروج من لبنان سيكون نحو سوريا، هذا ما أوصاني به زوجي قبل اعتقاله وهذا ما سأفعله".
وساهمت بعض الإشاعات التي يتم تداولها بين النازحين في المخيمات، في رفض البعض موضوع الهجرة، مثل شائعة صدقها "أبو معاذ" من مدينة حلب حيث يقول: "سبب رفضي أنني سمعت من سكان المخيم أنني في حال وصلت إلى دول اللجوء وقمت بضرب أحد أبنائي كنوع من العقاب ستقوم الدولة المضيفة بسجني مع حرماني من رؤية أطفالي جميعهم، وهذا أمر يصيبني بالجنون في حال حدوثه".