أخبار الآن | الرقة – سوريا (رشيد الحمد)
أرخى اكتشاف جثة "أبو محمد الجزراوي" سعودي الجنسية، بظلاله على مدينة الرقة؛ معمقا بذلك هوّة الخلاف بين الأطراف الثلاثة المتصارعة داخل هيكلية التنظيم، والتي لم تعد تخفى على أحد حتى على أهالي المدينة؛ وذلك من خلال عبثية قرارات التنظيم.
فما يصدر من المكتب الدعوي الذي يترأسه "أبو محمد الجزراوي" يسانده مهاجرون جزراويين "وهو لقب يطلق على المهاجرين القادمين من بلدان الجزيرة العربية"، يقوم المكتب الأمني بنقضه بقيادة أبو لقمان "علي الشواخ" والي الرقة، ويسانده "أبو أنس" العراقي و"أبو ياسر" العراقي كبار أمنيي التنظيم في الرقة، بينما يقف الفريق الثالث والذي يتألف بغالبته من المهاجرين الشيشان والأوزبك، على مسافة واحدة من الفريقين مع تفضيل لـ "لجزراويين" أغلب الأحيان.
فمن هو "أبو محمد الجزراوي" وكيف قتل؟ أسئلة يجيب عليها الناشط "مصعب" الذي يبدي تخوفه "بتندر" بعد إصدار داعش الأخير".
أبو محمد الجزراوي مهاجر سعودي من أوائل المهاجرين السعوديين، كان شرعي جبهة النصرة في الرقة 2012 وكان يقيم في قرية "محيسن" شرقي بلدة سلوك 17 كم في ريف تل أبيض هو وأبو لقمان وأبو علي الشرعي "فواز الحسن" وأبو عادل العراقي و"خلف الحلوس" و"فيصل البلو"، ثم قاد هؤلاء، كفريق واحد، الانقلاب على "أبو سعد الحضرمي" أمير جبهة النصرة في الرقة، وليخدعوا الجميع بناء على تلاعب بالبيعات التي أخذوها من أمراء المنطقة ويبايعوا بها البغدادي بدلا من الجولاني، وتستمر الأمور هكذا لينسحب أبو محمد الجزراوي إلى الظل مفسحا المجال لأبي علي الشرعي "فواز العلي" وهو من ريف الرقة "بلدة الكرامة"، والذي لا يفقه شيئا في العلوم الشرعية فقد كان عمله نجار بيتون وهو من أفتى بأغلبية الجرائم التي ارتكبها التنظيم في الرقة، وخاصة بحق الناشطين وخصوصا أثناء فترة التمكين وهي الفترة التي كان التنظيم يمكّن حكمه وقبضته الحديدية على الرقة وأريافها. ليعود ويبرز "أبو محمد الجزراوي" كرئيس لديوان الدعوة والمساجد. ونتيجة لانتقاداته المتكررة للمنظومة الأمنية والعسكرية وخصوصا بعد انسحاب التنظيم من تل أبيض ومنطقة سد تشرين قامت هذه المنظومة بتصفيته على طريق حلب- الرقة غربي قرية "دبسي فرج" بحوالي 500 متر والتي تبعد 70 كم غربي الرقة، حيث وجد مقتولا في سيارته المرسيدس وهو جالس بمقعد السائق بطلقة في الرأس من فوق أذنه اليمنى يوم 1/1/2016 ولكن لم ترشح هذه المعلومات سوى اليوم نتيجة التكتم الأمني.
تقدم لـ "لوحدات الكردية" وحلّ جيش العشائر
وفي الرقة المدينة أيضا، وبعد صلاة ظهر يوم الأحد وعلى "دوار الدلة" في شارع تل أبيض، قام تنظيم داعش بقتل شاب، لم يصرحوا باسمه، بتهمة أنه مرتد عن دين الإسلام وهي تهمة من لا تهمة له كما يقول مصعب.
وفي الريف الغربي، رصد ناشطون سيارات تابعة لتنظيم داعش تقوم عند الساعة العاشرة من صباح أمس بنقل 13 جريح من عناصر التنظيم إلى مشفى الطبقة، ويعتقد أنهم من جرحى المعارك في منطقة سد تشرين.
أما في الريف الشمالي، فقد عاد الطيران الحربي التابع للتحالف ليكون سيد الموقف، حيث نفذ أمس واعتبارا من 11 صباحا أكثر من تسع غارات على منطقة غرب "عين عيسى" كان آخرها كما ذكر الناشط "يزن العبدالله" الساعة 4 عصرا، وهو الأمر الذي سهّل تقدم المليشيات الكردية؛ حيث تقدمت واستولت على قرى "القادرية" و"الحسينية"و"الشمرية" غربي "خربة هدلة" المعقل الرئيسي للتنظيم 27 كم في ريف عين عيسى الغربي.
وإلى الشرق قليلا، وتحديدا في قرية "العلي باجلية" جنوبي تل أبيض 16 كم، قام لواء ثوار الرقة بحل جيش العشائر الذي أنشأه منذ ما يقارب الثلاثة أشهر والذي وصل عدد منتسبيه إلى 5000 من أبناء العشائر العربية في المنطقة، وقد تم حله بدعوى عدم الحصول على دعم لهذا الجيش حسب البيان المرفق.