أخبار الآن | حمص – سوريا- (خليل يونس)
لا تزال العملية والإجراءات التي أطلقت إثر اتفاق الوعر الأخير سارية، على الرغم من التجاوزات والانتهاكات المستمرة من قبل عناصر محسوبة على جيش النظام أو ميليشياته.
قائمة بآلاف المعتقلين في سجون النظام!
افتتحت اللجنة المعنية بالتفاوض عن حي الوعر الحمصي المرحلة الثانية من الاتفاق المبرم مع النظام وتحت رعاية دولية؛ بتقديم قوائم لمعتقلين من أبناء مدينة حمص. "أمجد" ناشط ميداني في المدينة يتحدث لأخبار الآن: "لملف المعتقلين حساسية خاصة عند الأهالي، لمعرفتهم بظروف الاعتقال القاسية والمرعبة التي يعيشها أبناؤهم. وبما أن مناقشة قضية المعتقلين هي الأبرز في بنود المرحلة الثانية من الاتفاق، فلقد بادرت لجنة المفاوضات بتسليم النظام قائمة بأسماء أكثر من 7300 معتقلا من أبناء المدينة. ولكن المخاوف تبقى قائمة من جدية النظام في التعامل مع هذا الملف، لأنه أيضاً من أكثر الملفات حساسية بالنسبة له لما قد يفتحه من أبواب هو بغنى عنها، منها فضح الممارسات والجرائم والتصفيات التي كانت ترتكب بحق المعتقلين في السجون".
ويضيف "أبو سليمان"، ناشط ميداني عمل على ملف المعتقلين مؤخراً، لأخبار الآن: "كان هناك اهتمام لدى بعض الناشطين والجهات بتوثيق أسماء المعتقلين، وبعد توقيع اتفاق الوعر ونصه على فتح هذا الملف في المرحلة الثانية من تطبيقه، ارتفعت وتيرة النشاط لإحصاء أسماء المعتقلين. كان تقديرنا منذ البداية أن القائمة ستتجاوز الـ 5000 اسما، ولكنها تجاوزت الـ 7000 اسم. بعض الأسماء هي لمفقودين أو مخطوفين، وبعضهم لا يعلم إن كانوا فعلاً معتقلين أم أن النظام أو شبيحته قاموا بتصفيتهم".
الأهالي بانتظار أبنائهم!
جو من الترقب والقلق يسود بين أهالي المعتقلين، وأفكار كثيرة تعصف في رؤوسهم، فمن ناحية يبدو من الصعب تصديق أن عيونهم قد تتكحل برؤية أبنائهم قريباً، لكن من ناحية أخرى لا ثقة لديهم بالنظام.
"أبو زاهر" من أهالي حمص، يخبرنا عما فعله وكذلك عن مشاعره: "جاء إلي من أخبرني أن ثمة من يجمع أسماء المعتقلين عبر الإنترنت، ووصلني به. لدي ابني وابن أخي. أنا لا زلت في حمص لكن أخي بعد استشهاد أحد أبنائه واعتقال الآخر خاف على الباقي وغادر بهم على أن يعود لوحده لانتظار ابنه، ولكن لم يتيسر له ذلك. إذا خرج ابن أخي لن يجد عائلته، أنا موجود .. لقد تعبنا كثيراً .. أدعو الله أن يلم شملنا قريباً"!
ولأم زياد، المرأة الستينية حكاية مع الاعتقال أيضاً، تقول: "أخذوا لي ولدين، كانا مع بعضهما منذ أكثر من سنتين. بعد فترة جاءني خبر أن أحدهما قد استشهد في السجن! لكن أين جثته؟ أنا أصلاً لا أعرف أين هما! ذهبت وبحثت وساعدني البعض، إذا كان ابني قد مات فليعطونا جثته. جميع من استطعنا أن نصل له من الأمن أنكروا وجود ولديّ عندهم. أنا لم أرى جثة ابني، لذلك فهو عندي على قيد الحياة. في قلبي نار كبيرة، إذا كنا نحن خارج السجن ويتعاملون معنا على هذا النحو من القسوة ويسعون إلى إذلالنا وقهرنا، فكيف يتعاملون إذاً مع أبنائنا داخل السجون؟ أتمنى أن أراهم قريباً، هذه غدت أمنيتي الوحيدة الآن"!.