أخبار الآن | درعا – سوريا (سارة الحوراني)
تعتبر جبهة "المنشية" من أخطر مناطق الاشتباك بين قوات الأسد والمليشيات التي تساندها من جهة وبين فصائل المعارضة السورية في مدينة درعا من جهة أخرى، حيث تشهد هذه الجبهة اشتباكات ومعارك شبه يومية تدور رحاها من منزل لآخر ومن شارع لشارع تكبد خلالها كلا الجانبين خسائر بالعدد والعتاد.
معارك على مساحات كبيرة
ولجبهة المنشية أهمية استراتيجية نابعة من موقعها الهام والذي يشرف على البوابة الجنوبية "مركز حدود درعا القديم" بين سوريا والأردن ومن ثم الخليج العربي وفقاً للمهندس "أحمد الزريقات" المنسق العام لفرقة 18 آذار التابعة للجيش الحر في مدينة درعا، والذي أضاف لمراسلة أخبار الآن قائلاً: "تعتبر جبهة المنشيّة من أطول الجبهات في مدينة درعا، حيث تمتد على طول 4.5 كم تقريباً، و لذلك حشدت لها قوات الأسد كثيراَ من قواتها من بينها القوات التي استطاعت الانسحاب من حواجز الأحياء المحررة بدرعا البلد".
وبيّن الزريقات بأن قوات النظام تتمترس خلف تحصينات منيعة بناها على مدار السنتين الماضيتين للدفاع عن القسم الذي تسيطر عليه من حي المنشية، الأمر الذي يزيد من صعوبة تقدم قوات المعارضة أكثر وتحرير نقاط جديدة في الحي المحتل، كذلك وجود العديد من أهالي الحي في منازلهم يكبل الثوار أثناء عمليات القصف والهجوم، مشيراً إلى أن حي المنشية المحتل يعتبر من أكبر أحياء مدينة درعا القديمة "البلد" حيث تم احتلاله من قبل قوات الأسد بعد الاقتحام الأول لمدينة درعا البلد في شهر نيسان من عام 2011 وما يزال قسماً كبيراً من الحي تحت سيطرة قوات الأسد".
"لواء توحيد الجنوب" أكبر الأولية المرابطة في جبهة المنشية
يرابط على جبهة المنشية عددا من ألوية وفصائل المعارضة السورية، لكن لواء توحيد الجنوب التابع للجيش السوري الحر يقع على عاتقه الحمل الأكبر، في التصدي لقوات المهاجمة وكذلك في خوض المعارك التي تدور رحاها في حي المنشية .
يقول "قصي الصياصنة" الناطق الإعلامي للواء توحيد الجنوب لأخبار الآن: "إن حماية جبهة المنشية تقع على عاتق لواء توحيد الجنوب بشكل رئيسي، حيث يواجه مقاتلو اللواء صعوبات عديدة أهمها: خطورة الموقع الاستراتيجي للحي، وصعوبة الحركة والتنقل بين النقاط التي يسيطر عليها مقاتلو اللواء؛ جراء استهداف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في الحي بالقصف الصاروخي والمدفعي ومنها صواريخ أرض – أرض "الفيل" والتي تلحق دماراً هائلاً في الأبنية، بالإضافة إلى عمليات القنص واستهدافه مداخل الحي بالرشاشات الثقيلة والقناصات الحديثة من قبل قوات الأسد".
وبين الصياصنة بأن "عدد الشهداء الذين ارتقوا في معارك جبهة المنشية يزيد عن 150 شهيداً، بالإضافة إلى عشرات الجرحى من المقاتلين، حيث شهد هذا الحي معارك مهمة كالرماح العوالي بداية عام 2013 والتي سيطر بها الثوار على عدد من الأبنية المهمة في مداخل حي المنشية، كذلك معركة عاصفة الجنوب العام الماضي، فيما تتواصل عمليات صد قوات الأسد والمليشيات التي تساندها بشكل متواصل في محاولة منها لاستعادة النقاط الهامة التي خسرتها في وقت سابق".
وأشار الناطق الإعلامي للواء توحيد الجنوب إلى أن " أواخر العام المنصرم وبداية العام الجاري شهد الحي محاولات عنيفة من قبل قوات الأسد، التي تسللت إلى نقاط مهمة والتحصن فيها كالمعهد الفني وحاجز عواد الهلال المحررين المطليين على معبر درعا القديم، لكن الثوار تمكنوا من صد هذه الهجمات وتكبيد القوات المهاجمة خسائر بالعدد والعتاد، حيث قتل وجرح العشرات من عناصرها فيما تم تدمير عدد من الدبابات والآليات العسكرية".
يشار إلى أن مدينة درعا تقسم إلى قسمين وهما المدينة القديمة "درعا البلد" والمدينة الحديثة "درعا المحطة"، حيث تعتبر درعا المحطة معقل قوات الأسد فيما تشكل درعا البلد "المدينة القديمة" مهد الثورة؛ المعقل الرئيسي لفصائل المعارضة بالإضافة إلى حيي طريق السد ومخيم درعا، حيث تعرضت تلك المناطق لدمار هائل وممنهج من قبل قوات الأسد، التي استخدمت شتى أصناف الأسلحة من طيران حربي وبراميل وحاويات متفجرة وصواريخ أرض- أرض وقذائف مدفعية وصاروخية ثقيلة.