أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (إبراهيم الإسماعيل)
منذ الصباح الباكر لم تفارق سماء ريف إدلب هذا اليوم، صوت طائرات "السوخوي" الروسية التي جابت الأجواء لم تترك قرية أو بلدة إلا وحلقت فوقها عدة مرات وبشكل مستمر وأحياناً متقطع.
الحياة اليومية في ريف إدلب
مع بداية الصباح تبدأ الأعمال اليومية في كل بيت غير آبه بالطيران والقصف اليومي، الدكاكين المفتوحة والأسواق المكتظة و"التنور" والخبز الساخن والعربات المتنقلة، كلها مظاهر يومية تراها عند مرورك في أي بلدة في ريف ادلب.
تبدأ "أم مصطفى" صباحها بإشعال التنور والبدء بتحضير الخبز لعائلتها الصغيرة بمساعدة من بناتها ونساء الحي، وعند سماع صوت الطائرة يهرع الجميع إلى المغارة القريبة من التنور للاختباء خوفاً من قصفٍ غادر.
في حديثها البسيط تحدثنا عن شجاعتها وعدم اكتراثها بالطيران بأنواعه الكثيرة: "يا بني، اعتدت أن أخبز في كل يوم على صوت الطائرات والصواريخ المتفجرة وهي لا تمنعني من تحضير الخبز لأولادي وعائلتي، تختبئ بناتي عند سماع صوت الطائرة أما أنا فلا أفارق هذا المكان كي لا يحترق الخبز، فإن مت سأموت وأنا أعد الخبز فهو خير عملٍ أقوم به في حياتي".
جابت الطائرات الروسية الأجواء مراتٍ عدة وقصف مناطق متعددة، كانت البداية في مدينة معرة النعمان التي تتعرض للقصف بشكل يومي وتكررت المجازر فيها خلال الأيام السابقة بشكل كبير.
الوضع في سراقب
مدينة سراقب هي الأخرى لم تسلم هذه المرة من عنف الصواريخ فقد كانت حصتها غارتين جويتين أحد الغارات في داخل المدينة والثانية جنوبها مسببةً أضراراً مادية وجرحى من المدنيين.
"ليث فارس" شاب من عناصر الدفاع المدني في سراقب يخبرنا بالحالة المزرية التي وصلت إليها المدينة: "مع تكرار القصف وتعدد المجازر في ريف إدلب تحولت مدينة سراقب إلى مدينة تنعدم فيها الحركة الكثيفة خصوصاً وهي التي تتعرض للقصف بشكل يومي، المحال التجارية تفتح أبوابها بخجل ولفترات قصيرة والمدارس باتت شبه مغلقة في ظل التحذيرات المستمرة التي تتوارد إلينا عن نية الطيران الروسي قصفها أو استهداف أماكن تواجدها".
الريف الجنوبي
الريف الجنوبي هو الآخر لم يسلم من قصف هذه الطائرات، فقد قصفت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الروسي مدينة "خان شيخون" سببت خلالها عدداً من الإصابات في صفوف المدنيين، بمساندة من حواجز النظام التي تنتشر في ريف حماة الشمالي والتي استهدفت أطراف بلدات الهبيط وكفرنبودة وعابدين بالمدفعية الثقيلة.
شهيد وعدد من الجرحى في قصف للطائرات الروسية على جبل الزاوية والتي استهدفت عدة نقاط منها بلدة تفتناز وقرية عين لاروز ودير سنبل، ويذكر أن "تفتناز" تقع ضمن منطقة الهدنة المبرمة مع النظام في حصار كفريا والفوعة.
وفي مكان ليس ببعيد من ريف جسر الشغور سقط ثلاثة قتلى في انفجار لغمٍ أرضي يعتقد أنه من مخلفات النظام في المنطقة المحررة بالقرب من المدينة، إضافة الى شاب آخر في حالة خطرة نقل على اثر التفجير الى أحد المشافي الميدانية القريبة.
حيث ذكر لنا الناشط الإعلامي "أبو البراء الجسري" في حديثٍ خاص: "انفجر اللغم الأرضي بسيارة تقل عدداً من المقاتلين بينهم مقاتل أجنبي تركستاني قضى خلال التفجير إضافة الى اثنين من أبناء مدينة جسر الشغور واصابة آخرين بحالات خطرة نقلوا إلى المشافي القريبة".
يستمر الطيران الروسي بالتحليق حتى لحظات متأخرة من المساء وخلال الليل له عدة طلعات متقطعة وفي بعض الأحيان يقصف ليلاً وبشكل مباغت وسريع.
وفي حصيلة نهائية لهذا اليوم نذكر أسماء المناطق التي تعرضت للقصف وعدد الشهداء نتيجة القصف.
المناطق التي قصفت بالطيران الروسي: "معرة النعمان، سراقب، خان شيخون، تفتناز، دير سنبل، عين لاروز".
المناطق التي تعرضت للقصف من النظام: "الهبيط بقذائف المدفعية، عابدين بقذائف المدفعية".
ضحايا القصف: " محمود عطية الشكور في قصف معرة النعمان، ثلاثة قتلى في انفجار لغم في ريف جسر الشغور بينهم مقاتل مغربي، الشاب حسان برقومي وهو مختل عقلياً متأثراً بجراحه في مجزرة الأمس في معرة النعمان، الطفل عبدو محمد المخزوم متأثراً بجراحه في قصف الأمس لمدينة معرة النعمان، الشاب محمد طلال بكفلوني من أبناء معرة النعمان متأثراً بجراحه من يوم الأمس".