أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (أحمد قرقش)
عامان مرا على إحتلال داعش مدينة الرقة السورية والتي إتخذها عاصمة لدولته المزعومة بعد معارك عنيفة دارت مع الجيش الحر وقوات من المعارضة المسلحة إستطاع داعش في الثاني عشر من كانون الثاني/يناير عام ٢٠١٤، إحتلال المحافظة كاملة بعد ان كانت الرقة اولى المدن التي حررها الثوار من نظام الاسد في آذار/مارس من عام ٢٠١٣.
تكمن اهمية الرقة والتي جعلتها الخيار الاهم لداعش لإحتوائها على كثير من مصادر الحياة المهمة ومنها نهر وسدّ الفرات أكبر السدود في سوريا توليداً للطاقة الكهربائية، فضلا عن محاصيل الزراعية الوافرة وموقعها على البوابة الحدودية مع تركيا وعدد من حقول النفط، فضلاً عن قربها الجغرافي من العراق.
حاول داعش منذ بداية إحتلاله المدينة وضع قوانين وتشريعات عبر اخضاع وترهيب كل من يعارض مخططاته، ولاحكام قبضته على الرقة سعى داعش الى اغلاق المدارس ريثما تصدر مناهجه التعليميه الجديده، فضلا عن تدخله في لباس النساء والرجال وتنفيذ الاعدامات وقطع الرؤوس في الساحات والشوارع الرئيسة ، وصولاً الاستيلاء على الملكيات العامه والخاصه ومصادرة المساكن وتوطين مسلحيه فيها.
لم تنتهي معاناة اهالي الرقة الى هنا فقد ادى تراجع الخدمات الطبية الأساسية المقدمة لهم الى انتشار كثير من الأمراض نتيجة الوضع الخدمي المتردي منذ إحتلال التنظيم للمرافق الصحية في المدينة، فضلا عن عدم الإهتمام بتعقيم المياه المخصصة للشرب.
شهدت السنة الاخيرة لإحتلال داعش مدينة الرقة تراجعا في قوة التنظيم نتيجة غارات التحالف الدولي التي استهدفت معظم المواقع الرئيسية للتنظيم وقتلت عدداً من قيادته داخل المدينة، الأمر الذي دفعه الى نقل مواقع مقراته الرئيسة إلى داخل الأحياء السكنية إحتماء بالاهالي.
مدينة الرقة التي خرجت في بداية الثورة للمطالبة بسقوط النظام لم تعد كما عهدها السوريون / فبعدما حررها اهلها من ظلم الاسد وقواته احالها داعش سجنا كبيرا وقتل اهلها ونهب خيراتها.