أخبار الآن | درعا – سوريا (سارة الحوراني)

يعيش الأهالي النازحون من مدينة "الشيخ مسكين" في ريف درعا الشمالي أوضاع إنسانية صعبة؛ جراء الهجمة العسكرية الشرسة التي تشنها قوات الأسد والتي تساندها المليشيات الإيرانية والعراقية وعناصر من حزب لله اللبناني والمرتزقة الأفغان بدعم ناري هائل من قبل الطيران الروسي.

ونتيجة لتلك الأوضاع أطلقت الهيئة الإغاثية الموحدة في مدينة الشيخ مسكين حملة لإغاثة الأهالي بشكل عاجل، لتدارك الأوضاع الإنسانية المتردية وفقاً لـ "قتيبة شباط" رئيس الهيئة الذي أضاف لمراسلة أخبار الآن قائلاً: "إن الحملة أطلقت في الثالث عشر من الشهر الجاري لتغطية 450 عائلة نازحة من مدينة الشيخ مسكين، حيث نزحت تلك العائلات من المدينة بما ترتديه من ملابس والقليل من الاحتياجات الضرورية فقط".

وبين شباط "أن احتياجات الأهالي النازحون تتمثل بتوفير المسكن والملابس والغذاء والتدفئة، مشيراً غلى تمركز النازحون في مدن نوى وداعل وطفس وبلدة أبطع بريف درعا ومناطق الريف الغربي الأكثر أمناً".

وأوضح رئيس الهيئة بأن حركة النزوح من مدينة الشيخ مسكين بدأت منذ عام 2013، حيث أجبرت 650 عائلة إلى الخروج من المدينة بعد سيطرة قوات الأسد على المدينة وخاصة السيطرة على طريق مدينة نوى واستهداف الأهالي بالقناصة، وفي عام 2014 نزحت 1200 عائلة هرباً من ممارسات قوات الأسد التي احتلت المدينة وعاثت فيها فساداً قتلاً واعتقالاً ونهباً، لافتاً إلى أن عام 2015 شهد نزوح 6آلاف عائلة مع اندلاع معركة تحرير المدينة والتي تمكنت فيها قوات المعارضة السورية من السيطرة على المدينة وتحريرها من قوات الأسد بالإضافة إلى السيطرة على اللواء 82 الاستراتيجي".

خروج المشفى الميداني عن الخدمة بالمدينة

وبين "شباط" "بأن قوات الأسد والطيران الحربي الروسي استهدف المشفى الميداني الوحيد في المدينة بـ 17 غارة جوية ما أدى إلى خروجه جراء تدمير محتوياته بشكل كامل، حيث تم نقل المشفى إلى مكان أخر، لتقتصر خدماته على تقديم الإسعافات الأولية ومن ثم إرسال الجرحى إلى المشافي الميدانية في المدن والبلدات المجاورة لإجراء العلاج اللازم للمصابين فيها وغالباً ما تكون الإصابات خطرة نتيجة للأسلحة الثقيلة التي يتم استهداف المدينة بها من قبل القوات المهاجمة".

وبدأت الهجمة الشرسة على مدينة الشيخ مسكين في  28 من شهر كانون الأول من العام 2015 وما تزال حتى اليوم، حيث تعرضت المدينة لأكثر من 450 غارة جوية من الطيران الحربي وأكثر من 150 برميلاً متفجراً التقتها الطائرات المروحية التابعة لقوات الأسد، فيما تم استهداف المدينة بأكثر من 5000 آلاف قذيفة مدفعية وصاروخية من مختلف الأحجام، ما ألحق دماراً هائلاً في الأبنية والبنى التحتية للمدينة جراء سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها قوات الأسد والمليشيات التي تساندها ودعم السلاح الحربي الروسي.

وقال "أبو محمد" من أهالي مدينة الشيخ مسكين لأخبار الآن: "إن المدينة تتعرض لحرب إبادة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حيث شاهدت بعيني أسراب من الطيران الحربي تستهدف المدينة بشكل جنوني، بالإضافة إلى القصف الهائل بالصواريخ والمدفعية التي لا تتوقف إلا نادراً عن القصف، بالمقابل يواصل الثوار تصديهم للقوات المهاجمة حسب الإمكانيات المتاحة والتي لا تقارن مع القوة النارية للقوات الغازية ".

يشار إلى أن مدينة الشيخ مسكين تتمتع بموقع استراتيجي هام، حيث تشكل عقدة مواصلات تربط محافظة درعا بالقنيطرة غرباً والسويداء شرقاً وريف دمشق شمالاً ومدينة درعاً جنوباً، ونتيجة لذلك تسعى قوات الأسد لإعادة السيطرة عليها لحرمان قوات المعارضة من الأهمية الاستراتيجية للمدينة وايقاف حركة التنقل بين المناطق المجاورة بشكل شبه تام.