أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)
بعد الحملة العسكرية التي قامت بها قوات النظام مدعمة بالميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية، وبمساندة الطيران الحربي للروسي وتخطيط ضباطه، خسر الثوار في ريف اللاذقية مناطق إستراتيجية في جبلي الأكراد والتركمان، بعد أربع سنوات من سيطرته عليها، وكان آخرها بلدة "سلمى" التي تعد مركز ثقل الثوار في الريف اللاذقي؛ وعدد من الأبراج والمراصد التي تطل على معظم قرى الجبلين "برج القصب، جبل النوبة، برج زاهية".
مؤازرات الفصائل ومعركة "رص الصفوف"
استقطب الثوار إثر ذلك دعما بالعدة والعتاد والمقاتلين من ريف إدلب ومناطق عدة؛ ممن رفضوا السكوت عما يجري من "قضم بطيء" لريف اللاذقية وتهجير الأهالي نحو الشريط السوري – التركي، وجعل ريف اللاذقية منطقة عسكرية تخضع لسياسة الأرض المحروقة.
حيث أطلق الثوار في جبل التركمان يوم أمس معركة "رص الصفوف" الهادفة إلى استرجاع المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام مؤخراً في الجبل؛ وقاموا باستهداف مطار "حميميم" العسكري الذي تتخذه القوات الروسية منطلقاً لطائراتها بعدد من صواريخ "غراد" مسببين خسائر مادية وبشرية كبيرة.
وتم شن هجوم معاكس على النقاط المهمة في جبل التركمان وخصوصاً بلدة "عطيرة" المحاذية لبرج زاهية الإستراتيجي، حيث تمكن الثوار من تدمير دبابة بصاروخ تاو المضاد للدروع، على محور عطيرة والسيطرة على المحور والتلال المحيطة به، ومقتل عدد من قوات النظام، وتم استهداف "برج زاهية" الإستراتيجي بالمدفعية الثقيلة مع صدّ محاولات قوات النظام السيطرة على قرى جبل التركمان.
ومن أهم أسباب نجاح المعركة التي أطلقها الثوار؛ هي الأوضاع الجوية السيئة من أمطار وضباب، مما سبب بفشل الغارات الجوية الروسية على المنطقة، وعدم تنفيذ غارات دقيقة تصيب الأهداف التي حددتها قوات النظام لأبراج المراقبة في مطار حميميم الذي تم استهدافه اليوم.
أخبار الآن التقت مع "أبو أحمد" أحد المشاركين في المعارك الأخيرة في جبل التركمان: "بعد سيطرة قوات النظام على عدد كبير من القرى والأبراج الإستراتيجية في المنطقة، خشينا من تقدم النظام نحو منطقة المخيمات، واستقطبنا مؤازرات عدة من مناطق مختلفة تقف معنا لمنع تقدم النظام نحو ريف اللاذقية، والطقس وقف معنا في تحييد سلاح الطيران".
معارك في جبل الأكراد بالتزامن مع جبل التركمان .. وتحرير عدة تلال
بعد سيطرة النظام على بلدة "سلمى" والتي تعد مركز ثقل الثوار في الريف اللاذقي، تحاول الصائل وبشكل شبه يومي السيطرة على القرى القريبة من البلدة بغية تأمينها، حيث قام الثوار اليوم بفرض سيطرتهم على قرية "طعوما" المتاخمة لسلمى، بعد أن سيطرت قوات النظام عليها مؤخراً قبيل أيام.
كما تم أيضاً تحرير عدد من التلال المجاورة لـ "قمّة غزالة"، وحسب الناشط الميداني "أبو نديم": "تجري المعارك على قدم وساق بيننا وبين جيش النظام وميليشياته حيث يزج بكافة أنواع الأسلحة الحديثة والمحرمة دولياً في معركته لتحييد ريف اللاذقية عن الصراع الدائر بيننا وبينه، ولكن المعارك لن تنتهي عند هذا الحد".