أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غرفة الأخبار)
كشف مصدر مقرب من قيادات جبهة النصرة، لأخبار الآن، عن مدى التصدع داخل الجبهة، بسبب تدخلات قيادة القاعدة المستمرة في إداراة النصرة، وأوضح المصدر أن جبهة النصرة تدار فعليا من قبل مندوبين غير سوريين مرسلين من قبل أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، وأضح المصدر أيضا أن الجبهة تشهد إنقساما داخليا بين قادتها ومنظريها، بسبب طريقة تعامل الجبهة مع داعش والفصائل المقاتلة الأخرى، فضلا عن ذلك، تشهد الجبهة مزيدا من نفوذ المقاتلين الناطقين بالروسية خاصة بعد العداون الروسي على سوريا.
منذ دخول جبهة النصرة إلى مشهد الصراع المسلح على الأرض السورية، أعلنت أن أهدافها ستكون منصبة على قتال النظام استهدافه على مختلف الجبهات، وبالرغم من إحتواءالنصرة كثيرا من المقاتلين، إلا أنها حاولت دوما عبر إعلامها وتصريحات قادتها إضفاء وإبراز الطابع السوري على توجهها، ولكن تبعيتها للقاعدة جعلت من مسايرة ذلك أمرا صعبا.
هذا ما أكدته مصادر مقربة من قيادات النصرة لأخبار الآن، فعلى الصعيد الداخلي، تشهد الجبهة مزيدا من التصدعات بسبب إختلاف التوجهات الفكرية بين كثيرٍ من قادتها ومنظريها، ففي حين يحاول الفريق الأشد تطرفا في النصرة التقارب مع داعش، يسعى آخرون إلى تعميق التقارب مع الجيش الحر وفصائل أخرى مقاتلة في سوريا، الأمر الذي لا يتوافق مع منهج القاعدة.
ربما هذا ما دفع بالظواهري إلى إرسال مبعوثه – سيف العدل المصري، من إيران إلى سوريا، لتوجيه مسار الجبهة، بما يتوافق أكثر من توجه القاعدة، وفق ما نقلته وسائل إعلامية، لكن مؤكد أن الجولاني لا يتمتع بإستقلالية إتخاذ القرار، ومن المؤكد أيضا أن الجبهة يديرها مندوبون غير سوريين، أرسلهم الظواهري، وفق ما أفاد مصدر مقرب من قيادات الجبهة لأخبار الآن.
عدا عن ذلك، أثر دخول روسي الفعلي إلى الساحة السورية في توجه المقاتلين الناطقين بالروسية ضمن النصرة وتحالفاتها، فبينما يريد القادة السوريون داخل الجبهة صرف الإهتمام إلى محاربة النظام في جبهات مفتوحة بالفعل، يسعى المقاتلون القوقازيون إلى الإنتقام من روسيا وضرب الأهداف الروسية، فضلا عن التمركز في جبهة الساحل والشمال السوري، حيث القواعد الروسية.
المقاتلون الروس قوة لا يستهان بها داخل النصرة وتحالفاتها، فجيش المهاجرين والأنصار الذي كان يقوده أبو عمر الشيشاني قبل إلتحاقه بداعش، مصطحبا معه مقاتلين موالين له، بينما بقي المقاتلون ذوو الولاء لما تعرف بإمارة القوقاز الإسلامية المبايعة لتنظيم القاعدة ضمن صفوف النصرة، بقيادة صلاح الدين الشيشاني، قبل أن ينفصل ومجموعة من المقاتلين عن النصرة، ليقوموا بعمليات مستقلة، ولكن ضمن إطار التعاون والتنسيق التام مع النصرة على مختلف الجبهات.
ولا يقتصر الأمر على جيش الأنصار والمجاهدين، فهناك عدة فصائل، أعلنت إنضوائها تحت إمرة النصرة، خاصة بعد العدوان الروسي على سوريا، ويقدر عدد جنود تلك الفصائل بالآلاف، كلهم من الناطقين بالروسية، أهم تلك الفصائل كتيبة التوحيد الجهاد، وجماعة القرم الشيشانية، وسرايا الميعاد، فضلاً عن كتيبة سيف الله الشيشاني، التي من المتوقع أن تجمع كافة الفصائل الناطقة بالروسية، ضمن كتيبة واحدة، وفق ما أفاد مصدر من النصرة لوسائل إعلامية.
وإلى جانب الكتائب السابقة التي بايعت النصرة، تشهد مدن الشمال والساحل السوري، إنتشارا لمقاتلي كتائب قوقازية أخرى موالية للنصرة منها كتيبة جند القوقاز بقيادة عبد الحكيم الشيشاني، وكتيبة جند الشام بقيادة مسلم الشيشاني. فضلا عن كتيبة الإمام البخاري ذات الحضور القوي في المعارك، وإمارة القوقاز الإسلامية وبعض الفصائل الصغيرة.
اقرأ أيضا: كيف سيغير الجهاديون الاجانب جبهة النصرة؟