أخبار الآن | الرقة – سوريا (عزام الحاج)
ليلة ثقيلة مليئة بالرعب والآلام عاشها المدنيون في مدينة الرقة على إيقاع غارات جوية مكثفة لم تستثن حياً من أحيائها. الغارات، التي بدأت في تمام الحادية عشرة ليلاً حسب التوقيت المحلي، شنتها عشر طائرات حسب ما أفاد ناشطون محليون. هؤلاء الناشطين لم يحددوا هوية الطائرات المغيرة، وإن رجحوا أن تكون روسية نظراً لعدم تمييزها -بعُرفهم- بين بيوت المدنيين ومواقع تنظيم داعش، وهذه هي الطريقة الوحيدة، كما لاحظوا أن القوة التدميرية للذخائر المستخدمة في هذه الغارات عالية ولم تسبق مشاهدتها.
تدمير غير مسبوق للمدينة
وقال شهود عيان أن مبنى "شركة الكهرباء" المؤلف من أربعة طوابق والقريب من مركز المدينة قد سُوي بالأرض فيما ضربت غارة أخرى "وحدة الخزن والتبريد" في المنطقة الصناعية الواقعة في الطرف الشرقي من المدينة. وبينما نالت بيوتُ المدنيين النصيبَ الأكبر من صواريخ الطائرات المغيرة، فإن الأنباء تضاربت حول أعداد الضحايا والمصابين بين المدنيين. إلا أن أحد الإعلاميين المحليين أشار إلى أن العدد الأكبر من الضحايا والمصابين أوقعته الغارات على حي "سيف الدولة" وعلى محيط جامع "الحني" وعلى مطعم "الحاضري" في الوسط التجاري للمدينة دون أن يحدد العدد، ونبه إلى أن ضعف الاتصالات يحول دون وصول المعلومات الدقيقة في الوقت المناسب.
الرقة على وقع كارثة صحية
في سياق موازٍ بدأ ناشطون محليون ومواطنون رقيون نازحون بتوجيه نداءات ومناشدات للمنظمات الصحية والطبية المحلية والدولية يطالبونها فيها سرعة التدخل للحد من انتشار نوع من أنواع "الإنفلونزا" بدأ يشكل جائحة في بلدة تل أبيض. وفيما لا تتوافر معلومات مؤكدة عن التشخيص العلمي وطبيعة هذه الإصابة ومدى انتشارها، فقد نشر أطباء توصيفاً للمرض قالوا إنه ينطبق على أنواع الإنفلونزا كلها. الالتفات إلى الجائحة بدأ بعد وفاة شخصين، رجل خمسيني وطفل بعمر ثمان سنوات، في تل أبيض، لكن أعداد المصابين تصل إلى العشرات في تل أبيض وحدها حسب ما أفاد أحد أبناء البلدة.
والنداء الذي عممه ناشطون محليون على وسائل التواصل الاجتماع طلباً للعون الطبي من المنظمات الصحية ذكر أعراض ثلاثة هي: آلام شديدة في المفاصل وصداع قوي وحرارة جسم مرتفعة، ويخشى أن يكون النوع المنتشر هو إنفلونزا الخنازير لا الإنفلونزا العادية، المعروفة محلياً بالرشح.
كما أفادت مصادر محلية ذات صلة بالشؤون الطبية في مدينة الرقة إلى أن ثمة إصابات كثيرة في مدينة الرقة، وأن وفاة واحدة على الأقل كانت قد حدثت قبل نحو أسبوعين للأسباب ذاتها. وأن إصابات لا يُعرف عددها موجودة اليوم في الرقة.
يُذكر في هذا السياق أن تمزق الوحدة الإدارية والمؤسساتية لمحافظة الرقة بين سيطرة داعش على المدينة وريف المركز إضافة للأرياف الشرقية والجنوبية والغربية وسيطرة وحدات PYD على الريف الشمالي يحتم البحث عن حلين وجهتين لمواجهة نذر هذه الكارثة، إن وجدت قوى الأمر الواقع هذه ما يدفعها للتحرك وإفساح المجال أمام الجهود الإنسانية للحيلولة دون الوصول إلى مستوى الجائحة الشاملة. يضاف إلى ذلك التدمير الذي تعرض له عدد المشافي والنهب الذي طال معدات وأجهزة بعضها الآخر، كما للافتقار إلى كثير من الضروريات مثل الأجهزة الطبية والأدوية واللقاحات وغيرها من الأساسيات في المجال الطبي.