أخبار الآن | موسكو – روسيا – (وكالات)
كشف تقرير أعدته صحيفة الفاينانشال تايمز عن تفاصيل رسالة بعثها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مع الجنرال الروسي إيغور سيرغون، رئيس وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية والذي توفي مطلع الشهر الجاري.
ناقلا فيها طلب بوتين للاسد بالتنحي، وهو ما رد عليه الاسد بالرفض القاطع مؤكدا أن لا مستقبل لروسيا في سوريا ما لم يكن على رأس السلطة، الكرملين من جانبه نفى الواقعة بحسب ما نقلت وكالة تاس عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الذي قال معقباً على الواقعة إن هذا الأمر لم يحدث.
وأضافت الصحيفة فى تقريرها الصحفي، بأن الجنرال الذي يُعتقد أنه أحد المعنيين بالشأن السوري إبان خدمته كضابط سوفييتي في سوريا قبل انهيار الاتحاد السوفييتي حمل رسالةً من فلاديمير بوتين إلى الأسد كانت على النحو التالي "يعتقد الكرملين، أنه قد حان وقت الأسد للتنحي" إلا أنَّ الأسد رفض الفكرة بغضبٍ شديد نقلا عن ترجمة صحيفة هافينتجون بوست.
وقدّم اثنان من مسئولي المخابرات الغربيين تفاصيلَ مهمة سيرغون إلى الصحيفة، وحاولت الصحيفة الحصول على رد وزارة الدفاع الروسية إلا أنها رفضت التعقيب.
وعلى الرغم من هذا النفي، فإن خبرَ اقتراحٍ تقدّم به سيرغون للأسد يقضي ببقاء العلويين في السلطة ويفتح الباب أمام مفاوضات واقعية مع المعارضة المعتدلة أضاف مزيداً من التفاؤل وسط أجهزة الاستخبارات الغربية.
توفير سنين من المفاوضات غير المجدية أما بالنسبة للتحالف الدولي الذي تقوده أميركا، فقد بدا أن تطويع موسكو قد يوفر سنيناً من المفاوضات الدبلوماسية غير المجدية حول تنحي الأسد، وهو الشرط الذي تعتقد واشنطن أنه شرطٌ مسبق لتهدئة التوتّر الطائفي في سوريا والعراق والذي يقوِّي التنظيم المتشدد فيهما.
ويعتقد الكثيرون في أوروبا وأميركا أن التدخُّل العسكري الروسي في سوريا لدعم الأسد قد وصل إلى نهايته، وقال مسئول في أحد أجهزة الاستخبارات الأوروبية أن "بوتين ألقى نظرةً على ما يخبئه النظام السوري، فوجد أنه يعاني من مشاكل أكثر بكثير مما راهنت عليه موسكو، لكن روسيا بالغت في تصوّر سلطتها على الأسد الذي أوضح لسيرغون أنه لن يكون لروسيا مستقبلٌ في سوريا إن لم يبق في منصبه".
الأسد يضغط بإيران وفي تعامله مع الكرملين، تشير الصحيفة إلى تبنّي الأسد استراتيجية اللعب بقوّة أجنبية مقابل أخرى حيث كانت إيران هي ورقة التهديد الرابحة، خاصةً وأن روسيا كانت قلقةً منذ أشهر تجاه تنامي الهيمنة الإيرانية في المنطقة على حساب نفوذها.
وكانت تقارير إعلامية سربت بنودا غير معلنة في اتفاق عسكري بين روسيا وسوريا تضمنت موافقة دمشق على بقاء القوة العسكرية الروسية في سوريا لمدة غير محدودة.
ويرى خبراء أن هذا الموقف أظهر لبوتين أنه بالغ في تقدير نفوذه على الأسد، معتبرين أن هذه المحاولة الروسية الفاشلة جعلت الأسد اكثر تشبثا بالسلطة.
ويلاحظ خبراء أن الأطراف المؤثرة في الملف السوري أمضوا الأسبوع الماضي في محاولات لخفض سقف التوقعات بشأن ما سيتمخض عنه المفاوضات المقبلة بين النظام السوري والمعارضة.