أخبار الآن | سوريا – خاص (رشيد الحمد)
ليس هدف الطيران الروسي مساندة بشار الأسد فقط، فاللروس أهداف أخرى منها ما يتمثل في نقل معركتهم مع المقاتلين القوقاز إلى سوريا، وذلك عبر ملاحقة هؤلاء المقاتلين الموجودين في سوريا أصلا، والذين أوجعوا الروس في روسيا وبلدانهم الأصلية قبل توجههم إلى سورية.
"أكثر من 2000 مقاتل من دول الاتحاد السوفيتي متواجدون على الأراضي السورية، وهناك خطر من أنهم سيعودون إلينا، لذا من الأفضل لنا أن نقدم المساعدة للأسد للقتال ضدهم هناك على الأراضي السورية"، "فلاديمير بوتين، أيلول 2015".
كان للمقاتلين "القوقاز" ثلاثة اصطفافات في سورية منذ وصولهم إليها: قسم يعمل تحت راية تنظيم داعش، قسم يعمل تحت راية جبهة النصرة "تنظيم القاعدة"، قسم يعمل تحت راية "إمارة القوقاز الإسلامية" وهي لا تعمل تحت أي الرايتين وإن كانت تنسق معهما منفردين أحيانا.
يصل عدد هؤلاء مجتمعين بين 3000 إلى 3500 وإن كانت لا تتوافر إحصاءات دقيقة حول الأعداد الحقيقية لهم، ويتوقع ناشطون تواصلنا معهم حول هذا الموضوع وأيضا بعض المنتمين لجبهة النصرة من السوريين، لأن ما مجموعه من "الروس والقوقاز" بشكل عام مع عائلاتهم ربما يصل إلى 10000 شخص ثلثهم على الأقل مقاتلين، كما أن هناك أكثر من 200 طفل قوقازي أنهوا دورات قتالية في معسكر "أشبال الخلافة" التابع لتنظيم داعش في منطقة "العكيرشي" شرقي الرقة.
جبهة النصرة، ومنذ النصف الثاني من عام 2015 كان لها النصيب الأكبر من استقطاب هؤلاء المهاجرين القوقاز والذين انضموا إلى فصيل موجود أساسا داخل النصرة.
وبناء على معلومات حصلت عليها "أخبار الآن" من أحد قياديي النصرة المحليين المنشقين، وكان مجال عمله في "الشؤون الإدارية" في ريف حلب الشمالي؛ سنحاول هنا إبراز أهم هذه التشكيلات الأساسية أو التي انضمت منذ منتصف العام الماضي حتى الآن:
1- كتيبة "سيف الله الشيشاني" بقيادة أبو عبيدة المدني: وهي من أهم تشكيلات جبهة النصرة وقوتها الضاربة. كانت تسمى هذه الكتيبة بداية تأسيسها باسم "مجاهدي القوقاز والشام" أسسها سيف الله الشيشاني والذي بايع أبو محمد الجولاني أمير النصرة، وفي 23/12/2013 كلف الجولاني سيف الله باقتحام سجن حلب المركزي في 6 شباط 2014 حيث قتل الرجل هناك وخلفه مواطنه أبو عبيدة المدني.
يبلغ عدد مقاتليها 400 مقاتلا جلهم شيشانيون والباقي من دول قوقازية أخرى، تواجدهم داخل مدينة حلب ومحيط كفريا والفوعة وأيضا في ريف إدلب الجنوبي والشرقي.
2- جيش "المهاجرين والأنصار" بقيادة أبو إبراهيم الخراساني، تأسس بداية على يد أبو عمر الشيشاني "طورخان باتيرشفلي". وفي 25/12/2013 قرر أبو عمر مبايعة البغدادي الأمر الذي أدى إلى خلافات عصفت بهذا الجيش فانشق عنه الأمير "صلاح الدين الشيشاني" ومجموعة معه رافضين بيعته للبغدادي واحتفظ صلاح الدين باسم "جيش المجاهدين والأنصار" وتم تقوية هذه المجموعة عبر استقدام مقاتلين جدد، واستخدم صلاح الدين صفته كـ "ممثل رسمي لإمارة القوقاز في سورية" في استقطاب المقاتلين، ولكن خلافات نشأت أيضا داخل هذا الجيش أدت الى عزل الأمير "صلاح الدين الشيشاني" والقائد العسكري "عبد الكريم الاوكراني" وتعيين بدلا منهما "أبو إبراهيم الخراساني" أميرا و"عمر الداغستاني" كقائد عسكري.
بايع جبهة النصرة في 22/9/2015، يبلغ عدد مقاتليه 300 ومجال عملياته ريف حلب الغربي.
3- كتيبة "التوحيد والجهاد" بقيادة "أبو صالح الأوزبكي". أسسها أبو صالح الاوزبكي نهاية عام 2014 من مقاتلين غالبيتهم "طاجيك"، انضمت إلى جبهة النصرة بتاريخ 29/9/2015، يبلغ عدد مقاتليها بين 600 – 650 يتوزعون بين ريفي إدلب الشمالي والشرقي وريف حلب الغربي وريف اللاذقية وأيضا في سهل الغاب، كان لها الدور الأبرز في اقتحام مطار "أبو الضهور" وكذلك جسر الشغور في ريف إدلب.
4- "جماعة القرم الشيشانية" بقيادة "رمضان القرمي". انشقت عن جيش المجاهدين والأنصار، ويعتبر رمضان القرمي المهندس المتخرج من جامعة "طشقند" من مواليد 1974 أحد مؤسسي جيش المهاجرين، يبلغ عدد مقاتلي الجماعة 170 انضمت إلى جبهة النصرة بتاريخ 2/10/2015 ومجال عملياتها في ريف حماة.
5- "جماعة أجناد القوقاز" بقيادة "عبد الحكيم الشيشاني". في الحقيقة لم تبايع هذه الجماعة جبهة النصرة ولكنها تعمل معها وتنسق تنسيقا تاما، تأسست في كارس/ آذار 2013 من قبل عبد الحكيم الشيشاني صاحب الخبرة العسكرية العالية رغم صغر سنه "32 سنة" والذي اكتسبها من كونه كان القائد العسكري للعمليات في "غروزني" عاصمة الشيشان. عدد مقاتليها 275 مقاتلا ومجال عملياتها الآن في ريف اللاذقية وريف إدلب الغربي وجميع مقاتليها لا يتحدثون العربية.
6- "سرايا الميعاد" بقيادة "أبو محمد الشامي". بايعت النصرة في 26/7/215 وهي عبارة عن خليط من القوقاز ومقاتلين سوريين من ريف حلب الشمالي بينهم 60 أوزبكيا وشيشانيا كانت قد انضمت لداعش عام 2013 ثم انفصلت عنها، تعمل داخل مدينة حلب.
7- "جماعة جند الشام" بقيادة مسلم الشيشاني "مراد مارقشفيلي". جماعة شيشانية بالكامل "350 مقاتلا" تأسست بداية 2014 من قبل أبو مسلم الذي كان يعمل تحت إمرة "خطاب" عندما كان في الشيشان. يعملون في ريف اللاذقية الشمالي وتحديدا جبل التركمان وهم أيضا يعملون بتنسيق كامل مع النصرة لكن دون مبايعة.