أخبار الآن | دمشق – سوريا – (آدم النقاش)
قبل أيام عجّت وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية بخبر مفاده أن رجل الأعمال السوري فاروق جود احتفل بزفاف ابنته في أحد فنادق بيروت بتكلفة مليوني دولار أمريكي.
الخبر تناقله السوريون وأثار غضبهم واستغربوا كيف لسوري أن يشيح بوجهه عن وجع وفقر السوريين الآخرين خاصة في هذه الأيام التي تقاسي فيها البلاد من أشد الويلات وأسوئها في العالم.
دعونا لا نبتعد كثيرًا عن سوريا فجود احتفل بابنته في بيروت، وكما يقول المثل: "الأقربون أولى بالمعروف". غير أن الفنادق السورية لم تتوقف عن إحياء الحفلات والمهرجانات بأسعار تعادل أيضًا في فداحتها رواتب العشرات من الموظفين في سوريا.
المطرب السوري الشاب شادي أسود أحيى حفلا في ليلة رأس السنة في منتجع يعفور جنّة الأغنياء قرب دمشق العاصمة.
وشيراتون دمشق احتفل بمناسبة رأس السنة الميلادية حتى ساعات الصباح الباكرة بصوت النجم العربي (كما يدّعون) بهاء اليوسف إلى جانب النجمة مي فرح.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: من القادر على الاحتفال وبذل الأموال في ظل الأوضاع الراهنة وتدهور الليرة السورية بهذا الشكل، غير فئة خاصة من السوريين اليوم؟ أولئك الذين لم يتضرروا من الحرب أو تجارها؟! وهم ذاتهم الفرحين بقتل أطفال دوما ودير الزور ومضايا؟!
أما الفنانون الذين يحيون هذه الحفلات هم من أنصار النظام ومؤيديه، والأهم من ذلك تواجد داعمي النظام وحزب الله اللبناني في سورية المكلومة، فها هو معين شريف قد صدح هو الآخر بمواويله وترنّح طربًا في فندق داما روز ( الميريديان سابقا، والذي لا يبعد كثيرا عن داريا والمعضمية الجريحتين، ولا حتى عن أماكن سقوط القذائف يوميا في أحياء دمشق. معين شريف هو ذاته الذي صرّح في أكثر من مناسبة عن محبته وولائه لحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني ولبشار الأسد رئيس النظام.
ما يزيد الطين بلّة والقلوب قهرا أن هؤلاء لا يتوانون في كل مناسبة عن الغناء والتغني ببشار الأسد وشبيحته وميليشياته وتأليف المواويل الهاتفة بأسمائهم ويتناقلها شبيحتهم في كل مكان في بيوتهم ومطاعمهم وحتى سيارات النقل العام تمجّد البطل القاتل وتتغنّى باسمه الخماسي (بشار حافظ علي سليمان الأسد).
أما عن أبشع الصور التي تزيّن هذه الاحتفالات فقد أخبرنا متابعون أن السلاح مرافق دائم لمعظم الحاضرين مثل هذه المناسبات، حتى وقعت في أكثر من مناسبة سابقة في مختلف المناطق السورية مشادات انتهت بإطلاق النار ووقوع ضحايا، الأمر الذي دفع بعض المطاعم والفنادق الصغيرة لتذييل إعلاناتها بضرورة عدم حمل الأسلحة والأعيرة النارية خلال الإحتفالات، والتنويه إلى وجود موظفين مختصين لتفتيش الحضور.
لكن هل حقا يمكلك هؤلاء الصلاحيات أو الجرأة لنزع سلاح من شبيح يحتمي باسم القائد أو جيران القائد !!