أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (جواد العربيني)
الحصار المفروض لسنوات طوال على أهالي الغوطة الشرقية لم يُثن عزيمة التحدي والحياة لديهم، فلجئوا إلى إبتكار طرق للتعايش مع الحصار في مختلف مناحي الحياة، آخر تلك الوسائل كان إعادة تدوير النفايات وتحويلها إلى سماد عضوي، للمساهمة في حل أزمة النفايات، وأزمة عدم توافر السماد المستخدم في الزراعة.
ثلاثُ سنواتٍ من الحصارْ، أدتْ إلى تراكمِ مئاتِ الأطنانِ من النـُفاياتِ قُربَ مدينةِ دوما، مما شكلَ خطرًا بيئيًا، يؤدي إلى إصابةِ الأهالي بأمراضِ عدة. معضلةٌ دفعتْ مجلسَ مدينةِ دوما في ريفِ دمشق، إلى إيجادِ حلٍ لها فضلاً عن الإستفادةِ منها.
يقول "سمير بويضاني" المدير الإداري للمجلس المحلي:" المشكلة كانت بكيفية التخلص من النفايات، اضافة لكيفية تأمين السماد بسبب حصار الغوطة، ومن هنا اتت الفكرة بتحويل النفايات لسماد، تم اجراء دراسة وتجربة بسيطة واعطاء عينة للفلاحين الذين لمسوا نتائج على الأرض وعاودو الطلب فقمنا بتوسيع المشروع".
مئاتُ الدونماتِ من الأرضِ الزراعيةِ أصبحَ بالامكانِ زراعتـُها بعدَ توفرِ السمادِ الذي انقطعَ بسببِ الحصارِ المفروضِ من قِبلِ قواتِ الأسد ِعلى مدنِ وبلداتِ الغوطة ِالشرقية.
يقول "ابو كاسم" عامل في المشروع:" نقوم الآن بتحويل هذه النفايات الى سماد بعد انقطاعه بشكل تام من الغوطة وكما ترى هذه هي الادوات".
تشغيلُ العاطلينَ عن العمل، في ظلِ انتشارِ البِطالةِ والفقرْ، هدفٌ آخرُ يعملَ المشروعُ على تحقيقهِ بتوفيرِ العشراتِ من فرصِ العملِ.
يقول "ابو خليل" وهو عامل:" لدي اربع اطفال، والحمد لله مااشتغل به هنا اطعم به عائلتي لقمة بالحلال، فكما ترى الحياة صعبة ولايوجد اي عمل".
ببعضِ المُعداتِ البسيطةِ يُحَوِلُ القائمونَ على المشروع أكثرُ من ثلاثينَ طِنًا من النـُفاياتِ يوميًا الى موادَ عُضويةٍ، تُستخدمُ سمادًا للأرضِ الزراعيةِ وهو ما يُسهمُ في زيادةِ الإنتاجِ الزراعي.