أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (تحليل)
يجزم مراقبون ومتابعون للملف السوري انه وقبل نحو سنة تقريبا بدأ التحول في موقف بشار الاسد من ايران وجنوحه باتجاه روسيا التي شرعت بفرض نفوذها و تمددها
على الساحة السورية ليبلغ حدا بالترويج علانية لدورها في حماية نظام الاسد عير صور مدرعاتها و قواتها في ريف اللاذقية مؤخرا .
ربط استمرار المساعدات المالية و العسكرية و التموينية بحصول ايران على ضمانات في شكل عقارات مختلفة تقدر قيمتها بنحو ستين مليار دولار يتم تحويلها للبنانيين وعراقيين يعملون لمصلحتها كان المؤشر الاول على الامتعاض السوري من التعاطي الايراني ، تبعته سلسلة مؤشرات تضاف الى ما اشيع عن ان الضباط العلويين عبّروا عن امتعاضهم من التواجد الإيراني المكثف بصفة مستشارين و من ثم قادة لوحدات من المتطوعين ووجدوا نفسهم بين مطرقة داعش و السندان الايراني فكان مخرجهم الوحيد الارتماء بالحضن الروسي.
نظرة بسيطة الى تركيبة من تبقى من قيادات في النظام في سوريا تؤشر بوضوح الى علاقات وطيدة بين القيادات السورية و روسيا و لا سيما بين رئيس المخابرات الجوية جميل حسن و نائبه اللذين تربطهما علاقة جيدة بالكرملين والعلاقة التي كانت تربط جميل حسن بايغور سيرغين رئيس المخابرات العسكرية الروسية، والذي توفي في الثالث من يناير الماضي في ظروف غامضة.
علاقات تزامنت مع ما اشيع عن تقوية العلاقة بين الاسد و بهجت سليمان سفيرالنظام السابق في الاردن الذي كان مقربا جدا من رفعت الاسد و حافظ الاسد و لم يخف يوما كراهيته لايران.
لم تتوقف الامور عند هذه الحدود فبشار الاسد و الذي التقى كبار القادة في وزارة الدفاع في دمشق في التاسع من يناير الماضي لم يتطرق في حديثه الى ايران مُقرا بدعم موسكو لنظامه.
هجرة بشار الاسد لايران لم تات من فراغ ، فهذا التوجه يتماهى مع نتائج اللقاءات بين قيادات سورية و اخرى ايرانية و التي بُحثت في خلالها نقاط الإختلاف السورية الإيرانية لكن لم تلق صدى ايرانيا استجابة للطلبات السورية الكثيرة و الحاجات التي باتت كثيرة على وقع الضغوط العسكرية و المالية المفروضة على الاسد و قواته.
اما المؤشر الاخير الذي يمكننا البناء عليه هو تعويم على مملوك رئيس مكتب الامن الوطني السوري كخلف للاسد وهو الذي درس في الإتحاد السوفياتي و له علاقات مع قيادات روسية وثيقة.
و لكن الى متى يدوم شهر العسل بين روسيا و الاسد ؟ وماذا لو اقتنع النظامان الروس لا يتمسكون به الا لحماية مصالحهم ، فهل من منقذ يومها ؟
الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أحمد رحال