أخبار الآن | الحدود السورية – تركيا ( خاص )
منذ بداية تشكيل تنظيم داعش ثارت الكثير من الشكوك حول هذا التنظيم ودوافعه خصوصاً بعد أن كشر عن أنيابه وإستغل إنشغال الجيش السوري الحر بمحاربة قوات الأسد عناصر إيرانية وميليشيا حزب الله اللبناني،
إذ بدأ تنظيم داعش بمحاربة الجيش السوري الحر وكتائب من الثوار بعد سيطرته على مدن وبلدات شمال سوريا، ومع إتساع نفوذه أكثر إنكشفت أطماعه، وكانت المعارك التي شنها ضد الجيش السوري الحر لصالح للقوات التابعة للنظام التي أنهكت وتراجعت في كثير من الجبهات قبل أن يقدم تنظيم داعش لها خدمة كبيرة وللميليشيا الإيرانية وعناصر حزب الله اللبناني،
حيث أعادت هذه القوى ترتيب عناصرها وقواتها وراقبت المعارك بين الجيش السوري الحر وداعش، وإستغلت أحياناً هذه المعارك لصالحها في عدد من المناطق أبرزها حلب التي كان الثوار قاب قوسين أو أدنى من السيطرة عليها بشكل كامل وتحول الجيش السوري الحر من التقدم إلى التراجع ومحاولة الحفاظ على مناطق سيطرته لا بل خسر مواقع إستراتيجة وأصبحت المناطق المحررة في حلب مهددة بشبح الحصار على غرار مدينة حمص والغوطة الشرقية والغربية في ريف دمشق.
ومنذ بداية تشكيل تنظيم داعش لم يثق هذا التنظيم حتى بأمرائه وعناصره وهذا الأمر كشفه عدد من المنشقين ومن نجح في الهروب من بطش التنظيم.
أبو الهادي كما لقب نفسه أحد العناصر الأمنية في تنظيم داعش كان في مدينة الرقة وهو من أبناء ريف محافظة الحسكة يقول لأخبار الآن : “ من ضمن المهام التي كانت موكلة لي هي التجسس على عناصر التنظيم والأمراء العرب كنا ندرب أطفال وندفعهم ليجلسوا في مضافات يجتمع فيه عناصر داعش وقياداته، نحاول أن نعرف كل ما يتحدثون به ونتابع كل شيء خشية من محاولة هروب أو إنشقاق، أضاف أبو الهادي أن كثير من الأمراء لا يثقون ببعضهم وكذلك العناصر وكشف أنه ربما يفكر أي عنصر لأشهر قبل أن يقرر أنه سينشق أو يهرب لأنه يدرك تماماً أنه قد يخسر حياته مقابل هذا القرار ولا يبلغ أحد حتى أقرب الناس إليه”.
وكان تنظيم داعش تراجع كثيراً في سوريا والعراق وخسر مواقع إستراتيجية دفعت الكثير من قياداته وعناصره للإنشقاق خصوصاً بعد كشف وخداع التنظيم لهم وفضح جرائمه، إضافة إلى الخلافات التي تحدث بين العرب والأجانب والسوريين والعراقيين والقيادة والنفوذ والسلطة داخل التنظيم، والتصفيات التي تحدث داخل داعش بتهم عمالة وما شابه والجميع يدرك داخل التنظيم أن هذه التصفيات بسبب خلافات بين العناصر أو الأمراء والغلبة تكون للأقوى حتى على حساب ابن البلد كما يقول أبو الهادي.
يؤكد أبو الهادي لموقع أخبار الآن : “ أن التنظيم أنشأ جهاز أمني لديه الكثير من المهام أبرزها التجسس على قيادته وعناصره وكذلك التجسس على المدنيين وأكد أن التجسس على المدنيين في مناطق داعش غالباً ما يتم من خلال التعاون مع أشخاص مدنيين من عامة الناس، وكشف أبو الهادي أن الكثير من الناس يعيشون ظروفاً سيئة في مناطق التنظيم وأن بعض من قبل التعاون مع التنظيم لدافع مادي بحت لأنه لا يوجد لديه أي دخل أخر وأكد أن أي شخص يعمل مع التنظيم يتم إعطاؤه سلاح فردي كمسدس ومبلغ ١٠٠ إلى ٢٠٠ دولار،
وأضاف أبو الهادي إن كانت المعلومة هامة يحصل على مكافأة من الأمني الذي يعمل منه، أما عن مراقبة أمراء التنظيم وعناصره يقول أبو الهادي داخل التنظيم حالة عدم الثقة هي العامل الأبرز بين العناصر والجميع يخشى حتى من أقرب الأشخاص إليه أعرف شابين إخوة من ريف دير الزور أحدهم كان يحاول الإنشقاق ونجح في ذلك وبعدها ساعدت أخيه على الهرب وعندما نجحت أنا أيضاً في الإنشقاق إلتقيتهم خارج سوريا وفوجئت عندما سمعت من أحدهم أنه لم يخبر حتى أخيه بإنشقاقه وكان يخشى أن يكشف أمره من قبل أخيه لأنه لو فضح أمرهما سيقتل الإثنان لذلك قد يضطر الأخ للإبلاغ عن أخيه لينجو بنفسه من قتل محتم، هذا مثال لعدم الثقة بين عناصر التنظيم هم إخوة ولم يجرأ أحدهم على البوح لأخيه بنيته الإنشقاق”.
ويختتم أبو الهادي حدثه بالقول هم إستغلوا تشتت الثوار والجيش السوري الحر وفرضوا سيطرتهم بالقوة على المناطق الخاضعة لسيطرتهم وآتبعوا أسلوب وطرق أمنية لا تختلف عن أسلوب القوات التابعة للنظام بكل شيء حتى أساليب التعذيب داخل السجون والمعتقلات السرية ومنع الإعلاميين من العمل في مناطق سيطرتهم لا بل إن جرائمهم فاقت جرائم القوات التابعة للنظام وأدرك تماماً أن هذا التنظيم بات يجهز للعودة إلى الصحراء ومناطق يختبأ بها أبرز قيادته، وقال أن التنظيم لم يعد دولة كما كان يدعى بل عاد إلى العمل كتنظيم أو عصابات كوصف دقيق لهم.