أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (عبيدة النبواني)
استمرارا للحملة الشرسة التي تشنها قوات النظام مدعومة بطائرات العدوان الروسي جواً وبعناصر ميليشيا حزب الله اللبناني وغيرها من الميليشيات الإيرانية براً، في غوطة دمشق الغربية وتحديدا في مدينتي داريا والمعضمية، بدأت قوات النظام اليوم بعمليات هدم للمنازل السكنية المحاذية للمنطقة الشرقية من مدينة معضمية الشام، رافقها قصف مكثف بالبراميل المتفجرة وقذائف الدبابات ورشاشات "شيلكا" على الأحياء الشرقية من المدينة، ما أسفر عن استشهاد مدني وإصابة عدد من الأهالي، وسط محاولات النظام المستمرة لاقتحام المدينة، بعد أن استطاعت فصلها عن مدينة داريا غرباً.
حركة نزوح داخل المعضمية
القصف العنيف الذي طال أحياء معضمية الشام الشرقية والجنوبية، أجبر الأهالي على ترك منازلهم المدمرة والنزوح منها، إلا أن استمرار نظام الأسد وميليشيا حزب الله بفرض الحصار على المدنيين، أجبر الأهالي على النزوح إلى أماكن أخرى ضمن المدينة نفسها، علها تكون أقل خطرا من أحيائهم، وقد قال الإعلامي "محمد نور" من المركز الإعلامي في مدينة معضمية الشام لأخبار الآن: "بسبب عمليات القصف والاقتحام التي شهدتها المنطقة الجنوبية من المدينة، وتحقيق النظام تقدماً ليس بالسهل، واستهدافه للأحياء السكنية في المنطقتين الجنوبية والشرقية من المدينة برصاص القناصة وقذائف الدبابات، وبسبب سقوط عدد كبير من الإصابات وارتقاء شهداء، شهدت المنطقتين حركة نزوح كبيرة جدا لوسط المدينة الممتلئة أصلا بالسكان"، مضيفاً أن هناك "أكثر من 500 عائلة أخلوا منازلهم من المنطقتين الجنوبية والشرقية من المعضمية اليوم، وتوجهوا لوسط المدينة باحثين عن مناطق أكثر أمنا تقيهم وأطفالهم من إجرام قوات النظام"، طبقا لقوله.
وأشار عضو المركز الإعلامي في المعضمية أن المدينة تحوي أكثر 45 ألف مدني ضمن مساحة صغيرة جداً. وحول المناطق التي توجه إليها النازحون في ظل موجة البرد والصقيع التي تضرب المنطقة، قال "محمد نور" إن النازحين من المنطقتين الجنوبية والشرقية توجهوا إلى وسط المدينة أولاً ثم توجه جزء منهم إلى منازل أقاربهم، بينما بقي الجزء الأكبر يبحث عن مكان يأويه مع عائلته، موضحاً أن الجهة الوحيدة التي يمكن أن تقدم بعض المساعدات لهؤلاء الأهالي هي المجلس المحلي في المعضمية، نظراً لعدم قدرة المنظمات الإغاثية والإنسانية على دخول المدينة بسبب الحصار المفروض من قبل نظام الأسد.
نداءات تحذّر من "مضايا" جديدة
يذكر أن مدينة معضمية الشام تخضع لحصار خانق من قبل قوات النظام وميليشيا حزب الله، وكان ناشطو المدينة قد أطلقوا نداءً بعنوان "ترقبوا مضايا أخرى في مدينة معضمية الشام"، حيث كان الناشط الإعلامي الموجود في المدينة "عمار أحمد" قال لأخبار الآن، إن النسبة الأكبر من بين الأهالي هم من الأطفال، حيث يبلغ عددهم نحو 17 ألف طفل، منهم نحو ثلاثة آلاف دون عمر العامين بينما يهدد الجوع أكثر من 400 طفل وضعهم الصحي سيء جداً وقد تسوء حالاتهم أكثر في أي لحظة إذا استمر الحصار.
وبعد فصل قوات النظام مدينة المعضمية عن مدينة داريا غرباً، زادت معاناة الأهالي بسبب عمليات القنص التي تستهدف كل من يحاول الخروج، إضافة للقصف المكثف على الأحياء السكنية وسط محاولات مستمرة لاقتحام المدينة.