أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (ورد مارديني)
توفي سبعة أشخاص بينهم نساء وأطفال خلال الشهر الأول كانون الثاني/ يناير من هذا العام في الغوطة الشرقية، بأعراض تتفاوت ما بين أنفلونزا الخنازير أو أنفلونزا الطيور.
وتوقع الأطباء الميدانيون، من خلال التشخيص السريري أن الأعراض تدلّ على أنفلونزا الطيور أو الخنازير، إذت شملت الأعراض "ارتفاع الحرارة الدائم وإنتانات صدرية وقصور تنفسي وسعال شديد مع خروج دم وفقدان للوعي".
سبع وفيات والتشخيص محيّر
يفيدنا الطبيب "عمار" وهو الطبيب المسؤول عن معاينة هذه الحالات: "لا تختلف أعراض أنفلونزا الخنازير أو الطيور عن أعراض الأنفلونزا المعروفة، حيث تظهر أعراض الرشح العادية مع ارتفاع في درجة الحرارة، ورعشة يصحبها سعال وألم في الحلق مع آلام في جميع أنحاء الجسم وصداع وضعف أو وهن عام".
وأفاد الطبيب أن من بين الحالات السبع المصابة بالأنفلونزا هم: شابان أشقاء وابنة عمتهم، فيما توفيت طفلة، وأصيبت شقيقتها الصغيرة بنفس الأعراض، وقد تم نقلها إلى العناية المشددة، وما زالت على أجهزة التنفس الاصطناعي".
وتعتبر أعراض الأنفلونزا عامة، حيث يمكن أن تكون بسبب أي من الأمراض الأخرى، لذا لا يستطيع المصاب أو الطبيب تشخيص الإصابة بأنفلونزا الخنازير أو الطيور استنادا إلى شكوى المريض فقط، بل يجب إجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية؛ التي يتم عن طريقها تأكيد الإصابة بالمرض أو تشخيصها بأنها أعراض لأي من حالات أخرى.
يعلق الطبيب "عمار" على هذا الموضوع قائلا: "لا يمكن الجزم بأن الأنفلونزا هي أنفلونزا طيور أو خنازير بسبب عدم توافر الأجهزة الطبية المخصصة لتشخيص هذه الأمراض، وعدم توافر التحاليل المخبرية المخصصة لها، فضلا عن عدم إمكانية تحليل "الخزعات" الطبية".
وباء جديد يخيم على الغوطة الشرقية
تخبرنا والدة الطفلة المصابة "حلا"، التي فقدت طفلتها الأولى بهذا المرض، وطفلتها الأخرى الآن فريسة لهذا المرض: "أصيبت طفلتي الأولى بأعراض الأنفلونزا وظننت أنها مصابة بالزكام، فيما بدأت أعراض المرض تتضاعف بسرعة حتى وجدت طفلتي جثة هامدة أمامي. توفيت طفلتي فجأة وطفلتي الأخرى "حلا" موجودة الآن في العناية المشددة في غرفة معزولة على أجهزة التنفس الاصطناعي".
وتضيف: شعور لا يوصف أن ترى فلذة كبدك تموت أمامك ولا تستطيع أن تفعل شيئا سوى النظر إلى عينيها البريئتين والدعاء لها بالشفاء، أمنيتي أن تخرج طفلتي للعلاج خارج الغوطة أو أن يتم إدخال المستلزمات الخاصة للتحليل، فطفلتي ربما لا تكون الحالة الأخيرة لهذا المرض الغريب الذي يسرق أحبابنا دون سابق إنذار".
مخاوف كبيرة من انتشار هذا المرض، الذي يرجح أطباء الغوطة الشرقية بأنه "أنفلونزا الطيور أو الخنازير"، وحتى اللحظة لا يوجد تشخيص مؤكد لهذا المرض؛ الذي زاد من توتر الأهالي في الغوطة الشرقية، حسبما يخبرنا العم "أبو خالد" الذي فقد أحد أقاربه بهذا المرض: "رغم القصف والجوع والحصار الذي نعيشه يوميا، أصبحنا محاصرين بوسواس الأنفلونزا الذي اقتحمت حياتنا فجأة وسببت هلعا بين الناس لدرجة أن كل شخص عندما يصاب بالزكام يصاحبه شعور بالخوف من الموت في أية لحظة، وبرأيي يجب أن نعتاد على وضع الكمامات في الأماكن المزدحمة فالوقاية خير من قنطار علاج".