أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)
إبان الحملة العسكرية الواسعة التي بدأها جيش النظام ضد ريف اللاذقية بجبليه "الأكراد والتركمان" وسيطرته على عدة بلدات ونقاط استراتيجية، اضطر معظم أهالي ريف اللاذقية إلى النزوح بداية نحو الشريط الحدودي السوري–التركي، حيث أقيمت المخيمات للساكنين الجدد، وتأمين الغذاء واللباس والدواء خاصة مع الأجواء الصعبة التي تمر بها المنطقة.
وانتشرت العديد من المخيمات على مر السنوات الماضية والتي تأوي العديد من النازحين الرافضين اللجوء إلى تركيا، وبقوا في المخيمات إلى أن نشبت المعارك الأخيرة، ومع تسجيل أكثر من مجزرة بحق المدنيين في المخيمات، مثل مخيم "أوبين" الذي استهدف لأكثر من مرة خلال الشهرين الماضيين مخلفاً عدداً من الشهداء والجرحى، بات الأهالي يفكرون جديا بالاتجاه صوب تركيا.
توزع النازحون من ريف اللاذقية على عدة مناطق، منهم من اتجه نحو "جسر الشغور وإدلب" ومنهم من تطوع في بعض الكتائب، أما الغالبية العظمى فقد اتجهت نحو تركيا، وذلك بعد تسهيل المرور وإدخال كبار السن والأطفال والنساء والمصابين بداية، ثم إدخال معظم سكان الريف بما يستطيعون حمله من حاجياتهم.
بانتظار وداع الوطن .. واللجوء
"أحمد" أحد النازحين من جبل الأكراد إلى الشريط الحدودي، والآن ينتظر دوره للدخول نحو تركيا، يقول: "بقيت على مدى الأربع سنوات في منزلي في بلدة سلمى، إلى أن قامت قوات النظام باحتلال البلدة فاضطررت إلى التوجه نحو مخيمات جبل التركمان ونصب خيمة بسيطة أعيش فيها، ولكن ومع تقدم النظام في جبل التركمان أتخوف من وصول الجيش نحو المخيمات وحدوث مجازر، الآن أنا مضطر للنزوح نحو تركيا".
ويكمل أحمد حديثه: "بعض أهالي المخيمات قام بإزالة خيمته وحمل ما يستطيع حمله نحو ريف إدلب، والأكثرية تركوا الجمل بما حمل، حيث نقوم بتسجيل أسمائنا على الشريط الحدودي وانتظار دورنا في العبور نحو تركيا".
وتشهد منطقة المخيمات توقف الحياة بشكل كامل، حيث أغلقت معظم المحلات التجارية ومحلات الصيانة، وأغلقت المدارس ومراكز الخدمات العامة، ويقوم معظم السكان ببيع الدراجات النارية ومحركات ضخ المياه ومولدات الكهرباء وجميع الأدوات المنزلية الكبيرة الحجم إلى تجار قدموا من الداخل للشراء بأسعار بخسة.
ويشهد الشريط الحدودي ازدحاماً شديداً من النازحين من معظم مناطق ريف اللاذقية الذين ينتظرون دورهم للعبور، حيث تقل السيارات حاجيات النازحين الذين استطاعوا حملها من ملابس وأدوات خفيفة، وقد تطول ساعات الانتظار إلى يومين نتيجة الضغط الكبير على المدخل الحدودي بين سوريا وتركيا".
طريق اللجوء
ينوي معظم من تركوا مخيماتهم نحو تركيا البقاء هناك، وتأمين عمل وحياة كريمة بعيداً عن صواريخ الأسد وقذائف بوتين، بينما البعض الآخر قرر تأمين عائلته من ثم العودة إلى ريف اللاذقية.
يقول الناشط الميداني "علي" 27 عاما: "نزحت منذ ثلاثة أعوام من اللاذقية نحو جبل التركمان، ومن جبل التركمان نحو مخيمات الشريط الحدودي، والآن من المخيمات نحو تركيا. النزوح جماعي والحزن بادٍ على الجميع، أنتظر الآن خروج عائلتي نحو تركيا وتأمينهم ثم العودة إلى ساحات القتال، إن ذهب الجميع لن يبق أحد للدفاع عن جبالنا".
ويتم حاليا نقل النازحين نحو تركيا بواسطة "بولمانات" كبيرة لاستيعاب العدد الأكبر من الأهالي، ومن ثم نقلهم إلى أحد المراكز الصحية في تركيا وتطعيمهم بلقاح ضد الأمراض، واستخراج بطاقة لاجئ "كيملك" لمن لا يملكها وتجميعهم وتقديم الغذاء والدواء والطبابة لمن يحتاج، تمهيداً لنقلهم نحو المخيمات التركية.