أخبار الآن | جنوب دمشق – سوريا (جابر المر)
صادر النظام السوري منزل "آل المصري" وطرد العائلة خارج "مخيم الحسينية" جنوب العاصمة دمشق، بدعوى انتماء أبنائها لحركة حماس، علما بأن اثنين منهم معتقلين في السجون السورية منذ أكثر من عامين. هكذا تتوارد الأخبار القادمة من مخيم الحسينية للاجئين الفلسطينيين في ريف دمشق، وتنتشر بين الناس لتلغي على أمل العودة للمنزل الذي راود معظم العائلات.
منع عودة الأهالي
ومنعت قوات النظام العديد من عائلات المخيم خلال الفترة الماضية من العودة إليه، وأبلغوهم أن جميع ممتلكاتهم تحت تصرف الحاجز القابع في بداية المخيم؛ والذي يقوم عليه شبيحة سوريين طائفيين وشبيحة فلسطينيين من تنظيمي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، وفتح الانتفاضة.
أبرز العائلات التي تمت مصادرة منازلهم هم عائلة "أبو هشام قبلاوي" أحد وجهاء الحسينية المعروف بانتمائه السابق لحركة فتح، والذي اعتقله الأمن السوري يوم 26 آب/ أغسطس 2015 أثناء عودته للمخيم وهو مسن يبلغ الـ 80 من العمر، كما منعت عائلة اللاجئ الفلسطيني "عويد الحسن" من العودة إلى منزله، واعتقلت أحد أبنائه. وتخبرنا أم ياسين: "لقد حاولنا الذهاب إلى بيتنا في المخيم دون شبان، ذهبت أنا وبناتي ليخبرني الحاجز بأن البيت مصادرا لأن أولادي ينتمون إلى حركة حماس، وأبنائي كما يعرف كل المخيم هم من تنظيم فتح، التنظيم المخالف لحماس دائما، لكن العناصر وأنا أعرف معظمهم من قبل الثورة، يكرهوننا لأسباب شخصية، ، لذا وعندما أخبرته أن أولادي كما يعلم الجميع في تنظيم فتح، هددوا باعتقالي وبناتي إن لم أعد أدراجي بصمت".
تفجير بيوت الناشطين
ولم يتوقف الموضوع عند حد منع العودة ومصادرة الممتلكات، فقد قامت قطعان الأسد بتفجير بيوت العديد من منازل الناشطين الإغاثيين والإعلاميين داخل المخيم، منها منزل المسؤول السابق لحركة حماس في المخيم "محمود زغموت"، الذي فُجر منزله يوم 26 آب/ أغسطس 2015 الأمر الذي أدى إلى دمار المنزل بشكل كامل.
يقوم الحاجز باعتقال وترهيب عشوائي، وعدم الأخذ بعين الاعتبار حتى أعمار المعتقلين، فقد بقيت ما تقارب نسبتهم الـ 40% من عائلات المخيم خارجه، خوفا من العودة والتعرض لخطر الاعتقال الذي يعتبره معظم الناس أخطر من الموت نفسه، وأكثر مرارة. يخبرنا الشاب أحمد المحمد: "لم أعد إلى بيتي في مخيم الحسينية بعد، هناك عناصر على الحاجز يعرفونني وبيننا الكثير من المشاكل الشخصية، أخشى حين مروري على هذا الحاجر أن يتذكروني، ويعاملوني على هذا الأساس، هم معروفين بإجرامهم، وبمواقفهم الشخصية، لأن ما من أحد اعتقله الحاجز له علاقة بالثورة السورية من قريب أو بعيد إلا فيما ندر، اعتقالات هذا الحاجز عشوائية، والقائمين عليه يدركون الموقف، لكنهم أطلقوا عنان المجرمين لإرهاب الناس".
تأتي تلك التخوفات، بعد قيام عناصر حواجز المخيم باعتقال عدد من الشباب بحجة أنهم مطلوبين بتهم متعددة أبرزها مناصرة مجموعات المعارضة السورية المسلحة، وتقديم الخدمات الطبية والإغاثية لعناصرها. حيث تم توثيق اعتقال عدد من النساء من قبل الحاجز التابع لجيش النظام، بالإضافة إلى قيام الأخير بتفجير بعض منازل الناشطين الإغاثيين والإعلاميين من أبناء المخيم الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم.
يشار أن مخيم الحسينية للاجئين الفلسطينيين في ريف دمشق، شهد يوم 16 آب/ أغسطس 2015 بدء عودة بعض العائلات الفلسطينية إليه، وذلك بعد المنع الذي مارسه الجيش على سكانه النازحين عنه لما يقارب العامين.