أخبار الآن | اللاذقية – سوريا (حلا محمد)
استيقظ أهالي مدينة اللاذقية يوم أمس على تغير جذري في مدينتهم، فبعد قرابة الخمس سنوات من تقطيع أوصال المدينة بالحواجز الأمنية المنتشرة في الأحياء والساحات الرئيسية بعد المظاهرات العارمة التي شهدتها المدينة منذ 25-3-2011؛ استيقظوا على هدير الآليات الهندسية الثقيلة والعمال أثناء قيامهم بإزالة تلك الحواجز، التي طالما أرهبت الأهالي وأوقفت العديد من أبنائهم؛ تحت حجة السحب إلى الاحتياط أو "تهديد أمن الدولة".
حيث أزيل أحد أضخم الحواجز المنتشرة ضمن المدينة، وهو حاجز "ساحة أوغاريت" وعدد من الحواجز الصغيرة والفرعية والقريبة من "الكورنيش البحري"، ما أثار دهشة الأهالي من هذا الإجراء الذي لم يكونوا ليتخيلوه، فهل عادت اللاذقية إلى سابق عهدها؟.
سؤال طرحه الطالب الجامعي "سامر" من الطائفة العلوية في الجامعة بين أصدقائه وهو يبرر بأن تلك الحواجز الأمنية لا داع لها خاصة بعد تقدم قوات النظام في ريف اللاذقية، حيث يبرر سامر ذلك بأن تلك الحواجز هي فقط لتأمين المدينة في حال حدث أي فعل يخل بالأمن الداخلي، رغم أن قوات الثوار تبعد عن اللاذقية أكثر من عشرين كيلو مترا.
بينما يرى "صابر" أن إزالة تلك الحواجز هي بهدف تأمين النسبة الكبرى من العناصر على الحواجز التي تعمل على مضايقة المواطنين، فيزج بهم النظام في ساحات القتال في ريف اللاذقية بدلاً من أن يأكلوا ويشربوا ويتلقوا "البرطيل" و"السلبطة"، كفاهم راحة في ظل المدينة الهادئة نسبياً.
حملات اعتقال للشباب في اللاذقية
بعد الخسارات البشرية الكبيرة التي تكبدتها قوات النظام في ريف اللاذقية المحرر بين أسرى وقتلى وجرحى، وبعد الإعلانات والإغراءات المادية والامتيازات الأمنية التي منحها النظام لمن يتطوع في كتائب الدفاع الوطني "التشبيحية" وجيش النظام، فرغت جعبة النظام من الحيل فاتبع اسلوب الإكراه والإجبار.
حيث لجأ النظام الأسبوع الفائت إلى شن حملات اعتقالات طالت العديد من الشباب حتى من المؤجلين دراسياً أو المعفى من الجيش "الوحيد"، فهم يقومون بنقلهم فوراً إلى إحدى التجمعات ومن ثم تسليحهم ونقلهم دون أي تدريب عسكري أو "دورة أغرار" نحو مناطق الاشتباكات الساخنة.
وللطائفة العلوية النصيب الأكبر من حملات الاعتقالات العشوائية الأخيرة، حيث يلجأ النظام إلى اعتقال شباب الطائفة العلوية الذين لا ينتمون للعائلات المعروفة و"ذات الشأن والوساطات".
يقول الضابط المتقاعد "أبو محمد" من حي "مارتقلا" حول التخبط الأمني الأخير في مدينة اللاذقية: "التقدم العسكري الكبير الذي تقوم به قوات النظام المدعومة بالقوات الروسية والطائرات الحربية الحديثة في الريف الشمالي للمحافظة، لا بد أن يستكمل حملته فهي فرصة ذهبية له بعد مد يد العون الروسية له، ما جعله يخسر المئات من عناصره المتطوعين في صفوفه، ولا يملك ذلك الدعم المادي الكبير لاستقطاب المزيد من المرتزقة الإيرانيين واللبنانيين والعراقيين، فلجأ إلى اعتقال الشباب والزج بهم في المعارك".
وتعيش المدينة الساحلية الهادئة نسبياً اليوم على وقع تدقيق أمني كبير واعتقالات تطال الكبير والصغير، حيث أدرك متأخراً أن حواجزه المنتشرة في المدينة تثقل كاهله بالطعام والشراب لعناصره التي لا تعمل شيئاً سوى ارهاب المواطنين.