أخبار الآن | حمص – سوريا (يوسف أبو يعقوب )
تضمنت هدنة حي الوعر المبرمة بين النظام والمعارضة في كانون الأول الماضي بندين يشملان إخراج المعتقلين على خلفية الأحداث والبالغ عددهم ما يقارب 7200 معتقلا داخل السجون، على أن يتم ذلك في المرحلتين الثانية والثالثة مقابل تسليم دفعات من السلاح المتوسط والثقيل، لكن النظام ماطل في تنفيذ بنود الاتفاق وخاصة في ملف إخراج المعتقلين عبر عدة خطوات وصفها ناشطون بأنها متوقعة. المعتقلون فقد استقبلوا هدنة حي الوعر بأمل كبير في الخروج من الأقبية بعد سنوات من الاعتقال التي لم يذوقوا خلالها سوى الألم والتعذيب من قبل مرتزقة النظام.
انتظار الموت في السجون!
البقاء داخل السجون التابعة للنظام ليس هو الطامة الكبرى، لكن الموت داخلها بانتظار "الفرج" هو ما يدمي قلوب المعتقلين وذويهم، إذ أفاد الناشط "وائل أبو ريان" لأخبار الآن أن ثمانية معتقلين من مدينة الرستن قضوا في سجون النظام أواخر كانون الثاني، إذ قام مدير المنطقة بإبلاغ ذويهم دون إعطائهم أي ورقة تثبت حقيقة وفاتهم"، ويوضح الناشط: وصلتنا أسماء عدد من المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب وهؤلاء جميعهم تم اعتقالهم إما على حواجز النظام أو بعد الحملة الثانية التي شنتها قوات النظام على البلدة أي منذ ثلاث أو أربع سنوات ولم يعلم ذويهم أي شيء عنهم إلا عن طريق بعض المعتقلين الذين خرجوا سابقا وأغلبهم كانوا يقبعون في سجني تدمر وعدرا".
الهدنة لم تغير أوضاع المعتقلين
هدنة حي الوعر لم تغير من الواقع الذي وصفه "س. ع"، وهو معتقل يقبع في سجن عدرا، بـ "المرير جدا" فقد ازدادت نسبة الإعدامات الميدانية كما ازدادت بوضوح تهم المعتقل التي لا تسمح له بالخروج تحت بنودها، مضيفا: "اعتقلت بعد خروجي من أحياء حمص القديمة وأنا في سجن عدرا حاليا، وبالرغم من كل المحاولات التي بُذلت لإخراجي فإنني لم أخرج وهذا حال الكثير من المعتقلين خاصة بعد انعقاد هدنة حي الوعر والتي توفّر خروجا مضمونا لنا لكن النظام اليوم يضعنا أمام خيارين، إما الموت في سجونه أو الخروج للالتحاق بصفوف ميليشياته التي تقتل أهلنا".
مئات الجثث في المشفى العسكري بدمشق
خلّف هذا الوضع بالنسبة للمعتقلين الذين ينتظرون إطلاق سراحهم مأساة كبيرة انتهت بموت العديد منهم أحيانا، إذ شوهدت أعداد كبيرة من الجثث مجهولة الهوية في المشفى العسكري في دمشق في شباط الجاري حيث كانت أم محمد" في زيارة للتعرف إلى جثة زوجها بعد اتصال هاتفي تلقته يخبرها أحدهم بأنه قد توفي في أزمة قلبية داخل فرع "215" وقالت إن زوجها موظف حكومي اعتقل قبل عامين من مقر عمله في مدينة حمص لكن محاولات إخراجه العديدة باءت بالفشل لأن تهمته كبيرة جدا!.
حُولت أم محمد إلى المشفى العسكري للتعرف إلى جثة زوجها، لكنها لم تتعرف عليه وهي تقول: "رأيت مئات الجثث ملقاة على أرض المشفى ولم أستطع التعرف على زوجي لأن معظم الجثث هناك مشوهة من آثار التعذيب، وعندما رأيت هذا المشهد لم أتمالك نفسي من البكاء قالوا لي بأنهم لربما دفنوه وعندما طلبت منهم أن يخبروني عن مكان الدفن وإعطائي أوراقا تثبت وفاته هددوني بالاعتقال وبعدها طردوني".
يذكر أنه في الأسبوع الماضي خرج أهالي "حي الوعر" في مظاهرات طالبت بتسريع تنفيذ بند خروج المعتقلين بموجب الاتفاق الذي يضمن خروج كل المعتقلين لدى اللجنة الأمنية في مدينة حمص.