أخبار الآن | دمشق – سوريا – (آدم النقاش)
العالم العربي والغربي يعتقد أنه ملمٌّ بالشأن السوري، لكن إلى أي مدى هم كذلك فعلاَ؟
بدراسة أقرب إلى الواقع الذي يعيشه السوريون وبالنظر إلى عمق الكارثة تكمن أسئلة كثيرة والإجابات عنها تقرّب القاصي والداني من حقيقة ما يعيشه السوري في الداخل تحت سيطرة العديد من القوى المتصارعة، أهما نظام الأسد وما يمارسه من جرائم إنسانية بحق شعبه المعارض وحتى الموالي له.
كما تحمل إجابات على أسئلة كبيرة منها: لماذا يهرب السوري من بلده عبر الحدود الشائكة والبحر الهائج ويعرض أسرته لكل هذا القهر لو لم يكن هناك قهر أعظم يعايشه، ثم لماذا نسمع اليوم عن موالين هربوا أيضًا وطلبوا اللجوء في دول الغرب ما دام النظام الذي والوه هو من يحكم سيطرته حتى اللحظة على مدنهم وقراهم؟!
الشأن السوري الذي لا يلم به حتى سوريو الخارج يحمل في طياته قصصًا يشيب لها الرأس، وما أكثرها تلك القصص التي سنحاول تباعًا نشرها لكم وهذه إحداها.
الجيل الناشئ في ظل هذه المحنة والكارثة السورية يفكر تلقائيا أن عليه الهرب من بلده سوريا عند بلوغه سنًا معينة، والاستثناءات قليلة.
الوحيدُ ودافعُ بدل الخدمة الإلزامية التي وصلت إلى 6.5 ألف دولار أمريكي في زمن يصل فيه متوسط دخل الموظف السوري إلى 80 دولارا في الشهر لا غير. لذلك من الطبيعي أن تجد نماذج لشبان ينتمون إلى أسرٍ موالية لكنهم منشقّون عن قوات النظام ليس كرهًا بمؤسساته بل هربًا من المصير المحتم إذا استمروا في خدمته التي فاقت السنوات الست ولا أحد يعلم متى يتم تسريحهم أو حملهم في نعوش.
أما المعارضون المقيمون في مدن تستمر سيطرة النظام عليها فهم أكثر من يعاني اليوم إذا وقع في قبضة جيش النظام خاصة إذا كان لا يملك المال الكافي لدفع البدل ولا حتى القدرة على الهرب لأسباب تعددت اليوم أهمها عدم إيمانهم بجدوى هذه الحرب وخوفهم من وقوع المزيد من الخسائر.
يعتقد النظام أن كل من يعيش اليوم تحت سقف الوطن في مناطق سيطرته موالون له ويهتفون بولائهم هذا، لكنك إذا تسنّى لك العيش في سوريا الأسد كما يسميها شبيحته ستكتشف بنفسك أن معظم الناس باتوا يكرهون الأسد ومن يمت له بصلة، وأن القلة القليلة الموالية هي السبب الرئيس لموت أولئك قهرًا أو ظلمًا.
السجون لا تزال ممتلئةً حتى عتباتها بالمعارضين والمظلومين، الساحات يصول ويجول فيها الضباط من كل الجنسيات الداعمة للأسد وفي وضح النهار، و"الزعران" (الشبيحة) يمارسون طقوسهم الرعناء من دون حساب لحرمة بلد أو لألم الآخرين وبؤسهم.
قصص بالآلاف يحكيها لك جارك وقريبك وسائق سيارة الأجرة والسمّان (البقال) والخبّاز والنازح والمنكوب.
كهذه القصة التي نوردها لكم بالصوت من سيدة تعيش في دمشق شاهدة على سرقات الشبيحة ولجان الدفاع ونهبهم للمناطق التي تقع تحت سيطرتهم، وبيع ما فيها في أسواق (التعفيش) لأصحابها في بعض الأحيان:
وكيف تحكي لأخبار الآن عن سلوك العساكر والضباط وسرقاتهم لمناطق بأكملها بمعاملها ومصانعها وأمام أعين أصحابها:
وكيف بات الناس يتوقعون أن كل عسكري من عساكر النظام يقف على حاجز، وكأنه ينام على صنايق الذهب التي يجمعها يوميًا من سرقة العابرين بين مئتي ليرة وأحيانًا ألفا وأكثر: