أخبار الآن | القلمون – سوريا (أبو محمد اليبرودي)
لم يعد يخفى على أحد من أبناء القلمون نية حزب الله والنظام السوري في تغيير البنية السكانية لأهالي القلمون، وذلك لأهمية المنطقة لهم على المدى البعيد بسبب موقعها الاستراتيجي لكونها المنطقة المجاورة لحدود قراه ومقراته في الداخل اللبناني.
ولأجل ذلك اتبع النظام وسائل عديدة في تفريغ القلمون من سكانه وخاصة الشباب مؤيدين كانوا أم معارضين، إن كان بقتلهم وتهجيرهم والاستيلاء على منازلهم أو بزج من بقي منهم في منازله للقتال في صفوفه وترك المجال مفسوحا في القلمون لتنشئة الجيل الصاعد على الولاء المطلق لحزب الله والأسد.
تهجير وتضييق
يقول الناشط الحقوقي في منظمة حقوق الإنسان "أبو عبيدة القلموني" أن حديثهم عن التغيير في البنية الديمغرافية للقلمون لم يلق آذانا صاغية حينما هجّر حزب الله سكان القلمون عقب اقتحامه له ابتداء من يبرود ووصولا لرنكوس، بينما ظهر ذلك جليا عندما طالب بذلك علانية بنقل كل سكان الزبداني ومضايا إلى الشمال السوري وتفريغ المنطقة من سكانها.
ويضيف أبو عبيدة أن حزب الله لم يكتف بتهجير أبناء القلمون المعارضين وعوائلهم، بل تعدى ذلك إلى استمراره في حملات الاعتقال والتضييق على من عاد لمدن القلمون حتى النساء، ليخلق جوا من التضييق عليهم لدفعهم للرحيل خوفا من الاعتقال، خاصة وأنه أعلن وفاة ما يقارب الـ 500 شخصا تحت التعذيب في سجون النظام مع حرمان ذويهم من استلام جثثهم.
وينوه أبو عبيدة أنه بالتزامن مع الحملات الانتقامية من المعارضين وعائلهم، فقد شن الحزب حملة مصادرات ونقل ملكية لمئات المنازل والعقارات لمعارضين من القلمون إلى ملكية أشخاص آخرين أو لمصادرات الدولة، وحتى أنه استجلب عائلات لمقاتلي حزب الله ولجنود من الجيش السوري من الطائفة العلوية للسكن فيها وذلك منعا من تداولها وبيعها ولقطع أي ارتباط بين مالكيها الأصليين وبلداتهم الأم.
استنزاف للشباب
من جهة أخرى يقول الدكتور "منذر بركات" أمين الهيئة الثورية في يبرود، أنه تأكيدا على واقع التغيير الديمغرافي، أن حزب الله والنظام السوري لم يكتفوا بتهجير المعارضين وعوائلهم بل تعدى الأمر لاستنزافه لشباب القلمون المؤيدين الذين عادوا إليها بعد السقوط وذلك من خلال إرسالهم إلى جبهات القتال المشتعلة مما يضمن استغلالهم كجنود في صفه مع احتمال ضئيل في عودتهم لمنازلهم.
إذ يشير بركات إلى أن النظام وحزب الله اتبعا سياسة تفريغ المنطقة من الشباب وذلك من خلال تقديم المغريات لهم في حال تطوعهم للقتال في صفوفه، وحتى أولئك الذين حاولوا تجنب التدخل لصالح النظام فقد وضعهم الحزب أمام خيارين: إما الانخراط مكرهين في صفوف النظام أو التعرض للمضايقات المستمرة هم وذويهم ومواجهة خطر الاعتقال بسبب تخلفهم عن السحب الاحتياطي لخدمة العلم، وهذا ما جعل المنطقة شبه خالية من الشباب ولا يمكن مشاهدة سوى القلة وباللباس العسكري.
ويضيف بركات أنه بالتزامن مع تفريغ المنطقة من الشباب يقوم حزب الله بحملة تشجيع على التشيع والانخراط في صفوفه أو حتى في المذهب الشيعي من خلال حملات تنشط في المساجد والأماكن العامة، وبالإضافة لذلك يقوم النظام السوري بالتركيز على النشاطات البعثية لطلائع الشبيبة لأطفال المدارس وإجبارهم على المشاركة في أي احتفاليات أو فعاليات لها علاقة بالنظام وذلك لتنشئتهم على الولاء للنظام وضمان أن سكان المنطقة المستقبليين هم من الموالين بالمطلق للنظام وحزب الله.