أخبار الآن | درعا – سوريا (سارة الحوراني)

أعلن المجلس المحلي التابع للحكومة السورية المؤقتة في مدينة درعا جنوب سوريا، الأحياء المحررة "مناطق منكوبة" نتيجة للهجمة الشرسة التي يشنها نظام الأسد بدعم من سلاح الطيران الروسي.

وقال "مؤيد أبازيد" رئيس المجلس المحلي في المناطق المحررة بدرعا المدينة  لمراسلة أخبار الآن في درعا بأن: "المجلس أعلن حالة الطوارئ نظراً للنقص الحاد ونفاذ بعض المواد الإغاثية كالطحين وحليب الأطفال والمواد الغذائية الاساسية، مناشداً المنظمات والهيئات الإغاثية بالعمل على إغاثة الأهالي المهجرين من مدينة درعا والصامدين في أحيائها على حد سواء".

1200 عائلة نزحت من الأحياء المحررة منذ أيام

وأوضح الأبازيد بأن "المجلس بحالة استنفار دائم وذلك في سبيل توفير الخدمات للأهالي ولدعم صمودهم وبقائهم في مناطقهم، حيث نزح خلال الأيام الأخيرة 1200 من أصل 4200 عائلة كانت تقطن في أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيم، إلى السهول المجاورة لمدينة درعا والمدن وقرى الريف الأكثر أمناً، مشيراً إلى أن الصعوبة الكبرى تكمن في توفير مسكن للأهالي حتى لو كان خيمة بالإضافة إلى المواد الأساسية".

نفاذ حليب الأطفال وارتفاع اسعاره في الأسواق

وفي الوقت نفسه أعلن "بنك حليب الأطفال" في مدينة درعا نفاذ كامل مخزونه من مادة حليب الأطفال وفقاً لـ "عدنان المصري" مدير بنك حليب الأطفال بدرعا؛ الذي قال لأخبار الآن: "إن عدد الأطفال الذين يؤمن لهم بنك الحليب احتياجاتهم من المادة وصل إلى 860 طفلاً فقط في مدينة درعا، مشيراً إلى أن البنك يؤمن أيضا مادة الحليب لبعض مدن وقرى ريف درعا حسب المستطاع كبلدة خربة غزالة والنجيح والغرية الشرقية والمجيدل، حيث يتم توفير مادة الحليب للأطفال من عمر يوم".

وأضاف المصري بأن "البنك يوزع مادة الحليب مرتين شهرياً نظراً لضعف مخزون البنك، وتتم العملية بالاعتماد على قوائم يتم تعديلها بشكل متواصل بالتنسيق مع السجل المدني والمشافي الميدانية في المنطقة، مبيتاً بأن سعر علبة الحليب في السوق يتراوح ما بين 1900 -2500 ليرة سورية، الأمر الذي يشكل عبئا على الأهالي الذين ساءت أوضاعهم المعيشية وخاصة بانعدام فرص العمل وانتشار البطالة والفقر نتيجة لانعدام الأمن واستمرار القصف العنيف من قبل قوات الأسد".

سياسة الحصار والقصف الحربي وتفاقم أزمة الحليب

ولفت مدير البنك إلى أن الوضع الحالي الذي تمر فيه مدينة درعا من قصف عنيف بكافة أصناف الأسلحة، والذي جعل من المدينة شبه محاصرة نتيجة لخطورة الطرق التي تربط المدينة بالمناطق الأخرى، وعدم القدرة على إدخال الاحتياجات الأساسية وفرض حصار خانق من قبل قوات الاسد على المناطق الخارجة عن سيطرته؛ والتي يلجأ إليها كسلاح للإخضاع المناطق الثائرة، إضافة إلى عدم توفر السيولة المالية لدى بنك الحليب مقابل الغلاء الفاحش الذي تشهده الأسواق وخاصة بالمواد الأساسية؛ أسهمت بشكل كبير في أزمة حليب الأطفال التي تعيشها المدينة".

مدينة درعا دون حليب وطحين .. أزمات إنسانية وحركة نزوح للأهالي

أزمة رغيف الخبز تظهر للعيان

وأخذت أزمة "رغيف الخبز" تلوح في الأفق في مدينة درعا، حيث نفذت مادة الطحين الأبيض من الأفران العاملة في المناطق المحررة، حسب المهندس "سامر الحمصي" رئيس مكتب التمويل والزراعة بالمجلس المحلي لمدينة درعا، الذي قال لأخبار الآن بأن: "مادة الطحين غير متوافرة حاليا لعدم دخول الطحين الإغاثي من الأردن هذا الأسبوع، وبالتالي فإن المجلس المحلي في المدينة لا يملك أية كمية احتياطية أو مبالغ مالية لشراء مادة الطحين من السوق المحلية، حيث وصل سعر الطن الواحد من مادة الطحين الأبيض في السوق إلى 425 دولار أمريكي، في حين يصل سعر الطن الواحد من الطحين الأسمر إلى 275 دولار أمريكي، مشيراً إلى أن مادة الخميرة أيضا قد نفذت من المخابز ويصل سعر الكيلو الواحد منها إلى 3 دولارات أمريكية".

وبين الحمصي بأن المخابز وكوادرها جاهزة للعمل لتوفير مادة الخبز للأهالي في حال توافرت مادتي الطحين والخميرة في أي وقت كان، لافتا إلى أنه يوجد في مدينة درعا فرنين بطاقة إنتاجية يومية تصل إلى 5 طن من مادة الخبز، حيث نحتاج يومياً إلى 3 أطنان والتي تكفي نصف حاجة الأهالي فيما تحتاج لتأمين حاجة الأهالي بشكل كامل إلى كمية تصل إلى 6 طن من الطحين".

يذكر بأن مدينة درعا أول منطقة في سوريا بدأ أهلها رحلة اللجوء الخارجي أو النزوح الداخلي نتيجة لسياسة القتل والتدمير الذي تنتهجها قوات الأسد بحق المناطق الثائرة، حيث شهدت عام 2011 بداية اللجوء إلى الأردن المجاور جراء اقتحام قوات الأسد لمهد الثورة منطقة "درعا البلد"، فيما استمرت رحلات اللجوء والنزوح مع احتدام المعارك العسكرية وخاصة عام 2013 و2015، خلال معركتي الرماح العوالي وعاصفة الجنوب بين فصائل المعارضة من جهة وقوات الاسد وحلفائها من جهة أخرى.