أخبار الآن | الريحانية – تركيا (وضحى عثمان )
باتت سوريا مقصدا للعديد من وكالات الأنباء والإعلاميين على اختلاف انتماءاتهم، فقد جذبت الحرب السورية جميع المراسلين والمهتمين والمصورين والسينمائيين لما لها من تأثير على مجرى الأحداث الولي.
وتفرض مجريات الحرب ضرورة العمل على توثيق ما يجري من جرائم ترتكبها آلة حرب النظام وروسيا والميليشيات الطائفية الأخرى، لتشكل ذاكرة حقيقية ليوميات الحرب والعنف الممارس على الشعب.
ورشة التوثيق السينمائي
"ياسين الإدريسي" شاب مغربي الجنسية، دخل سوريا في بداية الأحداث إيمانا منه بأن ما يحدث في سوريا يجب أن يتم توثيق بشكل صحيح ليصل إلى الضمير العالمي. تواصل ياسين مع نشطاء من الداخل وبدأ بالتنسيق لأعمال ومشاريع مستقبلية. وبعد دخوله سوريا أنجز فيلما وثائقيا هو "ياسين ذهب إلى سوريا" Yassine goes to syria صوّره في مدينة إدلب يتكلم عن المجازر والمعارك وقصص أخرى، فحصد فيلمه الكثير من الجوائز.
المخرج "ياسين" كان لديه تجربة بالصحافة لمدة 8 سنوات قبل قدومه الى سوريا، درس السينما في الأكاديمية الهولندية وحصل على الماجستير. وقد عرض الفيلم في التلفزيون الهولندي "الجهة المنتجة" وعدد من المهرجانات.
دخل إلى سوريا مرة واحدة، كانت كافية بتصوير فيلمه، لكنه لم يستطيع تكرارها مرة أخرى. ومؤخرا قدم ياسين إلى تركيا وإلى مدينة الريحانية تحديدا، لإقامة ورشة عمل للفيلم الوثائقي بالتنسيق مع مركز التمكين التابع لهيئة "ساعد" الخيرية، أما الهدف منها فهو تدريب النشطاء السوريين على صنع الأفلام الوثائقية.
يقول "ياسين" لأخبار الآن: "نحن كعرب نحمل مسؤولية ما يجري في سوريا، كلٌ حسب عمله، لذلك يجب أن نبادر بالمساعدة بكل أشكالها، فأنا شخصيا أزور سوريا بين فترة وأخرى واليوم افتتحت هذه الورشة لتزويد النشطاء السوريين بمعلومات وخبرات عن التوثيق وصنع الأفلام الوثائقية، فكلنا بحاجة للخبرة".
حضر الدورة نشطاء إعلاميون من كافة الانتماءات والاختصاصات وميادين العمل "مدنية وإغاثية وطبية"، وعبّر الحاضرون في هذه الورشة عن إعجابهم بالدورات التي تقام على الصعيد الإعلامي، وقالوا إنها عادت عليهم بالفائدة والخبرة الكبيرتين، فكل ما يجري بسوريا يجب توثيقه.
يقول "محمود العبدالله" ناشط إعلامي: "لأول مرة أحضر ورشة بخصوص الأفلام الوثائقية الإبداعية، وقد تعلمنا في هذه الدورة تعريف الأفلام الوثائقية الإبداعية وكيفية تطوير الأفكار إلى سيناريو وثائقي، وتعرفنا على مقومات الفيلم الإبداعي والأخطاء الشائعة في معالجته، وطرق إنتاج الفلم وتوزيعه على المهرجانات العالمية" وأردف: "نَمّت هذه الدورة مواهبنا وطورت من خبراتنا ووجهتنا باتجاه صناعة الأفلام الوثائقية الإبداعية لتكون أسلوباً جديداً ننقل عن طريقه أحداث ثورتنا ونوصل به صورة واقعنا المؤلم للشعوب والأجيال".
الورشة أنهت عملها باتفاق ينص بأن يقوم المشاركون بإعداد فلم وثائقي من تصويرهم ومن ثم عرضه على المخرج ياسين لتقييمه وتحديد نقاط ضعفه، وتعتبر الدورة هامة لما لها من فائدة للمشتغلين في المجال الإعلامي الثوري؛ الذي يتطلب تطوراً كبيراً في ظل حرب عسكرية وسياسية وبالتأكيد إعلامية.