أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (رواد حيدر)
دخلت إلى بلدة معضمية الشام في ريف دمشق الغربي أمس، قافلة مساعدات تحوي مواد غذائية وطبية، قالت الأمم المتحدة أنها تكفي لـ 30 ألف إنسان، بينما تضم المدينة اليوم 45 ألفا من الأهالي الأصليين، إضافة لمئات العائلات من أهالي داريا الذين يقطنونها.
الناشط الإعلامي "داني قباني" ذكر أن 34 شاحنة دخلت إلى المعضمية تحمل مواد "رز– سكر– برغل– معكرونة– فاصولياء– زيت– طحين– حمص– عدس– حليب أطفال" إضافة لبعض المواد الطبية، مشيراً إلى أن هذه المواد تكفي المدنيين مدة لا تتجاوز الأسبوعين.
وحول سؤالنا عن السبب وراء تزامن إدخال المساعدات إلى المعضمية مع دخولها إلى الفوعة ومضايا قال "محمود الخطيب" مسؤول ملف التواصل مع الأمم المتحدة في المعضمية أنه ليس هناك أية علاقة أو ارتباط بين ملف المعضمية بملف كفريا والفوعة، حيث أن الأخير مرتبط فقط مع ملف الزبداني ومضايا.
وأضاف "الخطيب" أن المساعدات الحالية -التي دخلت عن طريق الأمم المتحدة والهلال الأحمر- هي تطبيق لمقررات مؤتمر ميونخ، الذي أوصى بإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة؛ بينما كانت مطالبنا فتح المعابر بشكل دائم وفك الحصار، وهذا مالم يحصل.
رسائل على لسان ضباط النظام
حمل فريق الأمم المتحدة إلى جانب المساعدات الإغاثية، رسائل مفادها "هذا ما نستطيع تقديمه، عليكم التفاوض مع النظام". رسالة قال ناشطون أنها تهديد مبطن لأهالي المعضمية المعتادين على مثل هذا النوع من الوعيد.
"كثيراً ما تصلنا هكذا رسائل ودائماً نتجاهلها ونهملها" هذا كان رد "محمود" الذي لم يعط الأمر أية أهمية، مضيفاً: "هذا النوع من الرسائل لا يحمل طابعاً رسمياً، فثمة قناة رسمية بيننا وبين النظام تتمثل بلجنة التفاوض، وما عداها لا نتعامل معه أو نأخذ به".
من جانبه أشار "داني" إلى أن الأمم المتحدة دائماً ما كانت تبرر عدم دخولها إلى المعضمية بأن النظام لا يسمح لها، وحملوا هذه الرسالة "لرفع العتب" وإبعاد الشبهات التي لحقت بهم بخصوص وقوفهم إلى جانب النظام، ووصولهم دوماً بعد حصول الكوارث لا قبلها، كما يفترض.
ويشير الخطيب أن "مطلب الناس هو كسر الحصار ورفع الحواجز وليس جرعة إنعاش لن تدوم طويلاً. إن كانت رغبة الدول والمنظمات الداعمة للأسد هي كسر إرادة الناس وإذلالهم وإجبارهم على الاستسلام فهذا أمر بعيد المنال".
الوضع الميداني وهدوء على الجبهات
شهدت المدينة هدوءاً نسبياً على الجبهات منذ أن استطاعت قوات النظام فصل المعضمية وداريا عن بعضهما في السادس والعشرين من الشهر الماضي، حيث سبقها اشتباكات يومية وقصف مكثف من قبل الطائرات الحربية وراجمات الصواريخ والمدافع الميدانية المتربعة على سفوح جبال "الفرقة الرابعة".
"داني" تحدث أن الوضع الميداني مستتب ما عدا بعض الخروقات من خلال القصف المدفعي والبراميل التي استهدفت أطراف المدينة من جهة الخط الفاصل، تزامناً مع الإغلاق المستمر للمعابر ومنع عبر المدنيين منها.
وختم "محمود" الحديث بقوله: "ﻻ شك بأن النظام يعيش حالة من النشوة بشكل أو بآخر، لكن أيضا هو حريص كل الحرص على هدنة المعضمية وربما على برنامج الهدن كاملاً ويسعى لتطويرها نحو ما يسميه المصالحة، بالنسبة لنا ﻻ نفهم هذا الكلام إلا أنه هزيمة واستسلام ولن يحصّل النظام منا بالسياسة والمكر ما عجز عن تحصيله بالقوة والحرب".