أخبار الآن | دمشق – سوريا – (آدم النقاش)
يرى كثيرون أن لروسيا وإيران أهدافا وأطماعا في سوريا جعلت منهما حليفين قويين لنظام الأسد ورديفين مهمين بالسلاح الحديث والجنود والخبرات العسكرية.
لكن ما غاب عن الإعلام وعن آخرين هو موقف الشارع السوري اليوم من التواجد الروسي والإيراني وحتى الصيني الذي قلّ الحديث عنه في ظل الهيمنة الروسية والتواجد الرديف للإيرانيين على الأرض بشقّيه اللبناني متمثلا بحزب الله والعراقي بمليشيات أبي الفضل العباس وغيرها.
على اعتبار أن النسبة الأكبر من السوريين المعارضين للنظام، كمعارضي رأي والسياسيين وحتى صاروا خارج سوريا لأسباب أمنية، أو غيبهم الموت، فلنقل إذًا أن من تبقى في سوريا هم إما موالون للنظام أو متوارون ويخفون آرائهم الحقيقية، إذاً فالتواجد الروسي والإيراني وحتى الصيني مرحب به كل الترحيب إلى درجة بتّ تسمع عن معاهد خاصة تحولت من تعليم اللغات الأساسية (الإنكليزية والفرنسية..) إلى تعليم اللغة الفارسية والروسية والصينية وإعلانات هذه المعاهد باتت تملأ شوارع المدن في سوريا، رصدنا منها على الأقل في دمشق واللاذقية، ووثقناها بالصور.
دلال وهي شابة سورية معارضة لكنها تصر على البقاء في سوريا وتعيش مع أهلها في مناطق سيطرة النظام، قالت لأخبار الآن ساخرة: "أفكر مليًا باستثمار الوقت الضائع من حياتنا في هذه البلاد بتعلم إحدى هذه اللغات، ألم يقل القدماء أن أحد أوجه القوّة تعلم لغة العدو".
هذه المعاهد تقدم عروضًا مغرية في أغلب الأحيان على الدورات التي يدرسها خبراء من تلك البلاد، كأن تسجل في دورة وتحصل على الثانية مجانًا، فقد قال أسامة وهو شاب جامعي مقيم في دمشق في حي الزاهرة، إنه سمع من أحد زملائه أن معهدًا في منطقة المزة جبل يقدم مثل هذه العروض، كما سمع عن الاقبال والحماس بين أوساط المؤيدين وتحديدا على تعلم اللغة الروسية بمن فيهم أبناء بشار الأسد.
اللغة الفارسية والمساهمة في إحياء الحلم الفارسي
بالإضافة إلى التواجد الكثيف للإيرانيين في سوريا وخاصة في دمشق القديمة والسيدة زينب والمقامات الخاصة بالطائفة الشيعية، هناك أيضًا السلاح والحاجز، والجندي الإيراني الذي يتجول في الأحياء الدمشقية العريقة ويمر أمام مقهى النوفرة متفاخرًا بالإشارات التي يضعها على كتفه وكتب عليها باللون الأصفر "يا زينب".
هناك أيضًا مدارس ومعاهد تمهّد لتعليم اللغة الفارسية وتقديم عروضًا مجانية أحيانًا، ومدارس تابعة للنظام وطلابها سوريون أباً عن جد، يرددون الأغاني الطائفية ويدعون أحبتهم الإيرانيين وحزب الله لسعادة البلاد، في الوقت الذي يشتري فيه الإيرانيون الأراضي السورية ويبنون الحيسنيات ويتجهزون لبدأ العمل على مشاريعهم الإعمارية، فهل يدرك السوريين الموالون خطر ولائهم لإيران؟