أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (جمال لعريبي)

 

كان إعلان جماعة "المرابطون" مبايعتها لتنظيم القاعدة بمثابة قرع طبول حرب جديدة ستشعل نارها صراع النفوذ مع داعش الذي يسعى لتوسيع مناطق سيطرته في الساحل الأفريقي. مزيد من التفاصيل في تقرير الزميل جمال لعريبي.

بعد صراع داخلي لتنظيم المرابطون بدأت تطفو الى السطح علامات الانشقاق وانفصال التنظيمين، يرى كل فريق فيه مبررات وأسبابا تدفعه للتمسك بموقفه.

فمختار بلمختار تخصص في تخطيط وتنفيذ عمليات نوعية في المنطقة كما حصل في عملية تغنتورين جنوب الجزائر في يناير2013، والهجوم المزدوج ضد كلية عسكرية ومصنع لشركة آريفا الفرنسية في أغادير وآرلي خلال شهر يوليو من العام نفسه، وهو ما يتطلب رصيدا لا بأس به من المقاتلين المؤهلين نفسيا وبدنيا للقيام بعمليات كهذه،  كما أن مستجدات أخرى طرأت على الساحة.

وفي مقدمة تلك العوامل وحدة العدو المشترك، وهو القوات الفرنسية والأفريقية في شمال مالي، وظهور داعش الذي بدأ يتمدد غربا  وأصبح الغريم الأول لتنظيم القاعدة وفروعه في شتى أنحاء العالم، وباتت دعوته لتجاوز التنظيمات المحلية إلى خلافة موحدة هاجسا يؤرق قادة القاعدة و خسروا الكثير من الشباب لصالح داعش، بحجة انتهاء عهد التنظيمات وبروز مايروج له تحت مسمى عصر الخلافة.

كما يشكل غياب رجل الصحراء القوي سابقا عبد الحميد أبو زيد، دافعا آخر للعودة إلى أحضان القاعدة، لكن ربما بأجندات جديدة وإستراتيجيات لم تكن معهودة من قبل. أما أبو الوليد الصحراوي فقد كان خلافه التقليدي مع القاعدة ببلاد المغرب مسيطرا على تفكيره.

ويعتمد فيما ذهب اليه اليوم على حضور قوي لداعش في المنطقة، يمكنه من الاعتماد عليها في الدعم المعنوي واللوجستي،  حيث  تتواجد جماعة (بوكو حرام) في شمال نيجريا، الذي بايع  البغدادي على مقربة منه، وتنظيم جند الخلافة في أرض الجزائر، ومن يسمون أنفسهم بأنصار الدولة الإسلامية في ليبيا، وهي فروع لداعش  يعتقد الصحراوي أنها ستشكل دعما بديلا له عن عناصر جماعة "الملثمون"، الذين رفضوا قراره بيعة البغدادي.

هذا إضافة إلى حالة ترحيب كبيرة بقراره بيعة البغدادي عرفتها الأوساط الشبابية  المقاتلة  في المنطقة المؤيدة لداعش ، والتي يأخذ الكثيرون منها على قيادة القاعدة في بلاد المغرب رفضها تلك البيعة وتمسكها بالظواهري وتنظيمه وبين التنظيمين (القاعدة وداعش ) يبقى أنصار الطرفين يشحذان أسلحتهما الدعائية في معركة استقطاب على المنطقة، وتنافس محموم لبسط السيطرة ، حيث يدافع أنصار تنظيم القاعدة عن مناطق يرون أنهم من فتحها وأوصل الفكر الجهادي والعمل المسلح إليها، في حين يحاول أنصار داعش قطف ثمار تلك الجهود والحصول على موطئ قدم هناك، لن يكون لهم  ذلك إلا باستنزاف  (القاعدة) وسحب البساط من تحت قدميها، ويؤمنون بأن توالي المبايعات من تنظيمات مختلفة، كان آخرها بيعة أبو الوليد الصحراوي وأنصاره، كفيلة بالاستحواذ على ساحات الصحراء الكبرى ولو بعد حين.

وفي ظل هذا التنافس المحموم، يحاول قادة القاعدة التأقلم مع الصراع الجديد والمنافس القوي الوافد إلى المنطقة، عبر تحالفات جديدة وإستراتيجيات لم تكن في حسبانهم قبل الآن.

ولد السالك: الساحل الإفريقي يشهد صراعا بين داعش والقاعدة

حول الموضوع قال الخبير في الجماعات المتشددة ديدي ولد السالك إن الصراع بين داعش والقاعدة في الساحل الإفريقي هو صراع طبيعي للبحث عن نفوذٍ ومناطقِ تمركزٍ جديدة تنطلق منها هجماتها الإرهابية بالإضافة إلى كون المنطقة هشة من الناحية الأمنية ويسهل فيها تجارة السلاح والمخدارات.

 

ولد السالك: القاعدة تحاول استرجاع مناطق نفوذها من داعش

يتنافس تنظيما القاعدة وداعش على الساحل الأفريقي في محاولة لكسب المزيد من النفوذ .. في هذا الصدد  قال الخبير في الجماعات المتشددة ديدي ولد السالك إن القاعدة تحاول التأقلم مع الصراع الجديد عبر عقد تحالفات تمكنها من استرجاع السيطرة على بعض مناطق نفوذ داعش الجديدة