أخبار الآن | ريف حماة – سوريا (خليل يونس)
حملة عسكرية تقوم بها قوات النظام لتأمين طريق أثريا-حلب، لاسيما بعد أن نجح داعش بقطعه في تشرين الأول 2015، وهو الطريق الوحيد السالك أمام قواته إلى مدينة حلب. تنتشر حواجز تابعة لشبيحة أو قوات النظام على طول الطريق، لكن يبدو أن لحاجز أثرية خصوصية ما.
لماذا حاجز "المليون"
بداية يخبرنا "ربيع"، أحد سكان مدينة السلمية، أن هذه التسمية "حاجز المليون" ليست: "خاصة بحاجز أثريا، إذ أن هناك العديد من الحواجز في مناطق مختلفة في سورية، لكن كان نصيب منطقة السلمية منها حاجزان، حاجز أثريا، وحاجز آخر يشرف عليه شبيحة آل سلامة. أعرف حاجز آخر في طرطوس يحمل ذات الاسم أيضاً، وسبب التسمية يعود إلى شكل الممارسات التي يقوم بها القائمين على الحاجز، لذلك فأينما تتشابه الممارسات تتشابه الأسماء".
"عبدالله"، أحد ناشطي مدينة السلمية، يتحدث لأخبار الآن حول تسمية الحاجز بهذا الاسم: "هناك عدة روايات حول سبب التسمية، ولكنها كلها بالطبع تصب في مصب واحد، وهو المال. البعض يذهب إلى أنه سمي كذلك نسبة إلى أوامر المسؤول عن الحاجز بأنه ينبغي أن يجمع العناصر مبلغ مليون ليرة كل يوم من هذا الحاجز وتسليمها له. أي يسلمونه مليون ليرة، والباقي لهم! وآخرون يرون أن هذه التسمية مجازية، كدلالة على النهب والابتزاز الممارس من قبل عناصر الحاجز اتجاه المارين على الطريق من وإلى حلب. تناوب على الحاجز كلاً من الجيش والشبيحة، والمعروف أن هؤلاء الأخيرين هم أكثر شراهة اتجاه المال، وأكثر قسوة ووقاحة أيضاً".
بعض الروايات عن ذلك الحاجز
"مسعود" الذي قضى فترة من خدمته العسكرية على ذلك الحاجز قبل أن ينقل إلى مكان آخر حيث سيتمكن من الفرار لاحقاً، يتحدث لأخبار الآن: "لم تطل خدمتي هناك سوى شهرين كانا كافيين لكي يمتلئ قلبي بالغضب والقهر لما كنت أراه من ممارسات بحق الناس على الحاجز. كنا مجموعة من عناصر الجيش موجودين على الحاجز وكان معنا شبيحة أيضاً، لكنهم مستقلين عنا. أمام الشبيحة نحن لا صوت لنا ولا حضور، إضافة إلى أن الضابط المسؤول عنا أصبح على علاقة جيدة بزعيم الشبيحة. هناك بعض العناصر من مجموعتنا كانت تشاركهم في عمليات النهب والابتزاز، ولكن وجد أيضاً منا من لم يفعل. كان يوجد عسكري معنا من مدينة حمص حاول مرة أن يتدخل لصالح شخص من حلب أخذ الشبيحة بابتزازه، فقال للشبيحة: أتركوه يا شباب، ألا يكفي أهل حلب ما حل بهم من مصائب وحصار وبلاء؟ لكنه لم يتخيل ردة الفعل أبداً، إذ جاءته صفعة قوية من أحد الشبيحة، مع أمر بأن ينقلع إلى مكان آخر! كان هناك أحد الشبيحة عندما يصعد إلى باص يقول للركاب: 200 على كل راس رسم دخولية! وكأنهم مسافرون من بلد إلى بلد آخر! وهناك من يمنن المسافرين وهو ينهبهم فيخبرهم بأنه ورفاقه يجلسون في البرد وفي الخطر لكي يحمونهم، وهم "أي المسافرين" كل واحد منهم ينام في بيته دافئاً ومطمئناً!".
الحاج "ابراهيم" الذي كان يعمل سائقاً على الخط لديه ما يرويه لأخبار الآن أيضاً، يقول: "كثيرا ما كان الابتزاز والنهب يترافق مع الإهانة للناس. بحكم عملي لمدة لا بأس بها على الطريق رأيت وسمعت الكثير عن هذا الحاجز. في بعض المرات كان يصعد العناصر إلى الباص فقط لكي يأخذوا الأتاوة من الركاب، حتى أنهم لا يشاهدون الهويات ولا يسألون عن أي شيء! وحدث أنهم كانوا يحتجزون بعض الأشخاص بانتظار أن يدفع أهاليهم الفدية لإطلاق سراحهم. لي قريب كان عائداً من دمشق إلى حلب وكان بحوزته 200 ألف ليرة، بعضها كان أمانات أرسلها أشخاص معه. على الحاجز فتشوه ووجدوا المال، سأله الشبيح عن حجم المبلغ، فأجابه قريبي. فما كان من الشبيح إلا أن أخذ نصف المبلغ وأعاد النصف الآخر وهو يسخر من قريبي ويقول له: هذا عدل، أليس كذلك؟ هز قريبي برأسه موافقاً وأكمل طريقه وهو لا يعرف هل يضحك أم يبكي، ويحمد الله أنهم لم يأخذوا كامل المبلغ أو لم يعتقلوه!".