أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا – (جواد العربيني)
تشهد الغوطة الشرقية في ريف دمشق ازديادا ملحوظا في عدد المصابين بمرض السل، وذلك نتيجة فقدان البنية التحتية للوقاية من المرض في ظل الحصار وانخفاض مناعة الجسم وعدم توفر لقاح "البي سي جي" الواقي من المرض، وقد تمكن الصليب الأحمر من تشخص ما يزيد عن 140 حالة، مع العلم أن تشخيص المرض في مراحله الأولى يحتاج لمعدات مخبرية متطورة لا تتوافر في المناطق المحاصرة، مما يعني أن هذه الأرقام لا تعكس إلا شيئا بسيطا من انتشار هذا المرض الوبائي داخل الغوطة المحاصرة.
الوباء وانتقاله
وفي حديثه لأخبار الآن، قال الدكتور "نبيل": "إن خطورة المرض لا تهدد فقط الغوطة الشرقية بل إن هذا المرض المعدي يمكن أن ينتشر بسرعة كبيرة في كل المناطق كونه ينتقل عن طريق السعال أو استخدام أدوات شخصية، فالقضاء على هذا المرض هو واجب على الجميع لأن انتقاله إلى مناطق النظام هو أمر وارد، فعلى سبيل المثال عند مرور شخص يحمل المرض في حي وهو يسعل فمن الممكن انتقال المرض لكل من مر بجواره وهؤلاء الأشخاص يصبحون حاملين للمرض وليس مصابين به وقد تهاجم العصيات السلية أجسامهم عند أي ضعف لمناعتهم".
ويشير الدكتور "نبيل" أن من أسباب انتشار المرض داخل الغوطة هو عدم تلقي الأطفال حديثي الولادة للقاح "البي سي جي" خلال 12 من ولادتهم، حيث تلقيهم للقاح بعد ولادتهم سيوفر لهم حماية عالية جدا من مرض السل، كما أن نقص المواد الغذائية الأساسية من الأسباب المهمة للإصابة بالمرض، إضافة للعامل البيئي وتلوث الجو. طبعا معظم المصابين بالسل داخل الغوطة هم من الأطفال دون الخمس سنوات ومن الأشخاص فوق الأربعين من العمر والسبب المباشر نقص اللقاح وانخفاض مناعتهم.
وعن أرقام المصابين بالمرض يقول: لا يمكن تحديد عدد المصابين بالسل داخل الغوطة فمعظم الحالات المشخصة البالغ عددها 140 تم تشخيصها في مراحل متقدمة من المرض بعد ظهور أعراض نفث الدم "قطيرات دموية مع البلغم" إضافة لتعرق ليلي ونقص في الوزن، لكن العدد الحقيقي هو أكبر بكثير مما تم تشخيصه حيث إن تشخيص المرض في مراحله الأولى يتطلب توافر معدات معينة.
طرق العلاج والوضع الراهن
أما عن كيفية علاج المرض فيقول: "علاج المرض لا يتم إلا بواسطة المعالجة الثلاثية للمريض ولمدة قد تبلغ تسعة أشهر وتحت مراقبة مستمرة، وهذا غير متوافر نهائيا داخل الغوطة. طالبنا مرارا وتكرارا إدخال أدوية علاج لمرض السل وكل ما حصلنا عليه وعود لا غير بالرغم من معرفة الجميع بأن هذا المرض وبائي من الممكن أن ينتقل بسهولة إلى مناطق النظام أو المعارضة".
الدكتور "نبيل" يشير إلى أن معظم الحالات المشخصة انقطعت عن الذهاب إلى العيادات الطبية بسبب عدم توافر الدواء للمرض بعد سؤالهم المتكرر عنه، كما أن هنالك حالات عدة وصلت لوضع حرج، متمنيا ضرورة النظر إلى الموضوع بجدية أكبر قبل أن يصبح المرض وباء يجتاح الجميع.