أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (محمد كركص)
عمل المجلس المحلي في مدينة معرة النعمان بريف إدلب بالتعاون مع منظمة "تمكين" على إعادة تأهيل الفرن الآلي في المدينة، بعد توقفه عن العمل طيلة أربعة أعوام بسبب قربه من الأوتوستراد الدولي "حلب– دمشق" والقريب أيضاً من "معسكر وادي الضيف" والحواجز المتاخمة له؛ التي حررها الثوار نهاية عام 2014، حيث كان المعسكر سبباً بدمار نسبة 80% من الفرن وتعطيل كافة الآلات وخروجها عن العمل.
تأهيل الفرن وتخديم المنطقة
الفرن الآلي في مدينة معرة النعمان أو ما يُسميه أهالي المدينة "مربع الموت" كان مسقطاً للقذائف والصواريخ التي كانت تطلقها قوات النظام من المعسكر بشكل يومي، ويذكر العديد من المدنيين أنهم قد أُصيبوا على أبواب الفرن أثناء شراء الخبز لتأمين لقمة العيش لأبنائهم، علماً أن الفرن كان يكفي حاجة المعرة وجزء من ريفها من مادة الخبز يومياً، قبل دخول قوات النظام إليها منتصف عام 2011.
رئيس المجلس المحلي في المدينة "ناصر هزبر" قال لأخبار الآن: "حالة الفرن الآلي كانت مزرية جداً، عبارة عن ركام من القطع الحديدية، والآلات كانت متضررة بشكل شبه كامل، الفرن كان مهجورا فمنذ أربع سنوات لم تطأه قدم بسبب وجود قوات النظام بمعسكر وادي الضيف وموقع الفرن المقابل للمعسكر.
وأضاف هزبر: " ترميم الفرن استغرق قرابة الشهر من العمل الشاق المتواصل يومياً، في الفترة الأولى سيتم توزيع الخبر لمدينة المعرة وبعض القرى المجاورة بشكل مبدئي، وسنعمل في الفترات القادمة على تشغيل وإعادة ترميم الخط الثاني من الفرن لأنه يحتوي على ثلاثة خطوط، وإعادة الترميم يمكن أن تكون مشروع آخر يتم طرحه على إحدى المنظمات".
ويتابع: بالنسبة لكادر الفرن، عملنا على تشكيل لجنة مختصة لاستقبال طلبات التوظيف من أشخاص تقدموا للعمل، وإجراء الفحوصات اللازمة للموظفين ليكون لكل المتقدمين فرص متساوية للتوظيف.
الجهات الداعمة وآليات العمل الجديدة
من جهته، يقول السيد "عبد الباسط المحلول" رئيس لجنة "تمكين"، وهي الجهة الشريكة في إعادة تأهيل الفرن، لأخبار الآن: "التكلفة الأولية لمشروع الفرن كانت 18000 دولارا، الأمر الذي تعمل عليه لجنة تمكين هو تطوير المشروع، أي أن الخط الأول للفرن أصبح جاهزاً ولكننا بحاجة لبعض المراكز لتوزيع الخبز للأهالي داخل الأحياء السكنية خشية التجمعات على أبواب الفرن وتعرض حياة المدنيين للخطر".
وأضاف: "في البداية عملنا على ترميم الفتحات السقفية في الفرن والتي يبلغ عددها أكثر من 15 بالإضافة إلى تركيب الأبواب والنوافذ ومن ثم شراء العديد من القطع للآلات المتضررة وإصلاح بعضها".
ويختم القول: "قمنا بالتجربة لمدة ثلاثة أيام للفرن، وكانت التجارب ناجحة. حصلنا على كميات من الخبر الممتاز وبعد أيام سنبدأ بتشغيل الفرن بشكل متواصل، معاناة سكان أهالي منذ فترة طويلة من نقص حادة في مادة الخبر هو الأمر الذي دفعنا للبدء بمشروع إصلاح الفرن وإكفاء الأهالي في المدينة والقرى المجاورة".
يذكر مدينة معرة النعمان تعد من أوائل المدن الثائرة في محافظة إدلب، وقد أرسل النظام قواته إليها في منتصف عام 2011 لوأد الثورة فيها، ونشر فيها وعلى مداخلها العديد من الحواجز والقطعات من أهمها معسكري الحامدية ووادي الضيف، اللذان أشبعا المدينة وأهلها قصفاً وموتاً، ما أدى أيضاً لتدمير جزء كبير من البنية التحتية للمدينة ومنها الأفران والمدارس والمساجد ودوائر الدولة، وذلك بمساعدة الطيران الحربي للنظام السوري.