أخبار الآن | دير الزور – سوريا (محمود الصالح)
ألقت طائرات شحن خاصة رفقة طائرتين حربيتين، ست شحنات من المواد الغذائية المحملة بالمظلات، حيث سقطت هذه الشحنات بالقرب من اللواء 137 التابع لقوات النظام، وقد قدرت كمية المساعدات بـــ 21 طن وفق ما أعلنت عنه الأمم المتحدة نقلا عن "رويترز"، وحسب ما ذكر "مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور" أن عدداً من هذه الحاويات قد ارتطم بالأرض بسبب خلل في المظلات ووقعت في مناطق لا يمكن الوصول إليها دون تواجد ومساعدة قوات الجيش، وأن كل ما تم استلامه لا يتجاوز ثلاث حاويات فقط، وقد أصاب التلف قسما كبيرا من الحاويات التي تم استلامها.
هذا وقد أعلن برنامج الأغذية العالمي أن خطأ ما قد حدث، بينما زعم نشطاء محليون أن المساعدات إما أصيبت بالتلف أو لم تسقط في المناطق المحددة وذلك بعد ساعات قليلة من إخبار منسق الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة "ستيفن أوبراين" مجلس الأمن الدولي أن برنامج الأغذية العالمي قد نجح في إسقاط 21 طناً من المساعدات في مدينة دير الزور السورية المحاصرة.
برنامج الأغذية العالمي يبرر سوء عملية الإنزال
أخبر برنامج الأغذية العالمي شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين" في بيان بالبريد الالكتروني أن "العملية واجهت صعوبات تقنية، ونحن نعمل على استخلاص معلومات من طاقم الطائرة والشركاء في دير الزور لإجراء التعديلات اللازمة". وأضاف أن "الفريق سيحاول مرة أخرى عندما يتمكن من ذلك .. إن الإنزال الجوي للمساعدات من ارتفاعات شاهقة مهمة صعبة للغاية وتتطلب أكثر من محاولة لتحقيق الدقة الكاملة"، هذا وقد رفض برنامج الأغذية العالمي الإفصاح عن أية تفاصيل أخرى.
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة "ستيفان دوجاريك" للصحفيين أن برنامج الأغذية العالمي لا يزال يحاول الحصول على معلومات حول المكان الذي سقطت فيه المساعدات في نهاية المطاف، وأضاف قائلاً: "إنهم يحاولون الوصول إلى شركاء محليين للتأكد من استلام المساعدات، وربما تكون هناك بعض الصعوبات من حيث المنصات النقالة".
وقال المفاوض الإنساني "يان إيغلاند" على موقع تويتر أن "الهلال الأحمر العربي السوري والمنظمة غير الحكومية المحلية هما المسؤولان عن تأمين منطقة الهبوط وتجميع المساعدات وتوزيعها وفقاً للاحتياجات".
وكان أوبراين قد أخبر مجلس الأمن الدولي في وقت سابق أن الإنزال الجوي الذي نفذته الأمم المتحدة في سوريا للمرة الأولى قد تم على ما يبدو وفق الخطة الموضوعة، وأضاف أن التقارير الأولية الواردة من الهلال الأحمر العربي السوري أشارت إلى أن "المنصات النقالة قد هبطت في المنطقة المستهدفة كما هو مخطط لها"، وبحسب فهم شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين" فإن البضائع كانت مختلطة، ولم تقتصر على الطعام فقط، وعلى الرغم من المخاطر التشغيلية، قال أوبراين لمجلس الأمن أن هناك فوائد مكتسبة من استخدام الإنزال الجوي في بعض أنحاء البلاد "كملاذ أخير".
المساعدات لم تشمل جميع الأحياء
وفي سياق متصل أكد الناشط الإعلامي "سومر ابراهيم" لـ "أخبار الآن": أن قوات النظام برفقة الهلال الأحمر السورية توجهوا إلى مكان سقوط الشحنات من أجل استلامها وتخزينها في مستودعات المحافظة ليتم توزيعها في مركز النهضة التابع للهلال الأحمر الذي بدوره قام بتوزيع السلال لسكان أحياء "دير الزور" الذين نزحوا الى أحياء "الجورة والقصور"، وبناء على جداول توزيع محددة تم تسليم أهالي كل من أحياء "العرضي" و"الرشدية" و"الكنامات" و"شارع سينما فؤاد" و" المطار القديم" على أساس دفتر العائلة وهوية المستفيد وبطاقة التسجيل لدى الهلال الأحمر.
أخطاء مقصودة شابت عملة التوزيع
ومن جهة أخرى، قام الهلال الأحمر بتوزيع سلال غذائية لعوائل عناصر الجيش والشرطة والفروع الأمنية بأماكن عملهم وفق بطاقات الهلال التي يمتلكونها، حيث ذكرت معلومات متطابقة من مصادر عدة بأن "قوات النظام" استولت على كميات كبيرة من هذه السلال لاستخدامها فيما بعد لإطعام الجنود، فقد تم تسجيل بعض عناصر الأمن كنازحين من الأحياء التي وزعوا لها، هذا وقد أكدت شهادات بعض سكان المدينة أن عناصر من الأفرع الأمنية وبعض السماسرة قاموا ببيع بعض السلال في الأسواق، ليصل سعر السلة الواحدة 35000 ليرة سورية بسبب قلة عدد الحصص واستغلال حاجة الناس، وفي "سياق مواز" فإن الهلال الأحمر ينتظر وصول دفعات أخرى من السلال الغذائية لاستكمال عملية التوزيع لباقي عوائل أحياء "الجبيلة" و"الشيخ ياسين" و"العمال" و"الحميدية" و"العرفي" و"الموظفين".